الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعور الألم في الصدر والقلق والتوتر، أخشى أن يؤدي لأزمة قلبية، أفيدوني

السؤال

السلام عليكم.

أشكر لكم جهودكم الجبارة في هذا الموقع الذي لا غنى عنه.

أنا سيدة عمري 24 سنة، طولي 172 سم، ووزني 122 كلغ، أنجبت طفلا قبل ثلاثة أشهر، وقبل شهر من الآن مررت بتجربة مريرة، بدأت أشعر بكتمة وألم في الصدر، وكان يتمركز في المريء، وشعور بضيق التنفس، وكأن لقمة عالقة، وازداد لدي الوسواس، وأنا قلقة.

راجعت طبيبا باطنيا، فأخبرني أن ما أعانيه هو موجة من القلق والتوتر فقط، فعملت ثلاثة تخطيطات للقلق وأشعة للصدر، وأنزيمات القلب، وكلها سليمة -والحمد لله-.

لكن لا أعلم لماذا بدأ ألم الصدر يزداد، ويشبه الصداع والحرارة، وأحيانا كأنه طعنات سكاكين، وألم في الجانب الأيسر، وأحيانا في الظهر، واليد اليسرى، وغالبا يكون وقت النوم.

راجعت الطبيب النفسي، وأعطاني علاجا للتوتر، وطلب مني التوقف عن الذهاب إلى الطوارئ، لأن مشكلتي القلق فقط، لكنني أشعر بالألم، وما يزيد خوفي أنني أعاني من السمنة، وهي من مسببات الأزمة القلبية، أرجو إفادتي، فأنا في دوامة مع الهلع، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aish حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شخصيتك شخصية قلقة، وهناك عامل في الشخصية القلقة أنها دائمًا تُكبِّر الأشياء، والعامل الثاني بالنسبة لك أنك وضعتِ مولودك منذ حوالي ثلاثة أشهر، وبعد الولادة يكثر القلق والاكتئاب الخفيف عند كثير من النساء، ويكون هذا لفترة بسيطة، ويختفي إمَّا بعلاج نفسي بسيط، أو يأخذ وقته ويذهب. والعامل الثالث بالنسبة لك أيضًا أنك سمينة ووزنك زائد، وطبعًا قرأتِ كثيرًا عن مشاكل زيادة الوزن، ولذلك القلق والولادة وزيادة الوزن كلها جعلتك تحسِّين بأن هذه الآلام لمشاكل في القلب أو ذبحة صدرية، وهذا كله ناتج من القلق.

أتفق تمامًا مع الطبيب النفسي بأن هذا قلق، ولا داعي لزيارة أقسام الطوارئ لعمل مزيد من الفحوصات ورسومات القلب، لأن هذا يُدعم قلقك، ويجعلك تذهبين وتترددين على الأطباء وتتنقلين من طبيب إلى آخر.

أرى أن تواصلي العلاج النفسي، و-إن شاء الله تعالى- تبدئين الآن في محاولة تخفيف الوزن بصورة منتظمة ومتدرِّجة ومتوانية وليست متسرِّعة، مع الاهتمام بطفلك -إن شاء الله تعالى- والرضاعة الطبيعية، فكل هذا -إن شاء الله تعالى- سوف يُقلل القلق، ويجعلك تسترخين، ولا تحتاجين -إن شاء الله تعالى- لأي علاجات أخرى.

واصلي مع طبيبك النفسي، هذا قلق كما شرحت لك، قلق نفسي وليس مرضًا عضويًا.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً