الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت زميلتي ولم أستطع قطع العلاقة معها.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أولاً: أريد أن أشكركم على الجهد الذي تقدمونه للحرص على نفع أمتنا، كيف لا؟! وهي خير أمة ولله الحمد.

أما بعد:
لدي سؤال لطالما حيرني، وهو أنني التقيت بفتاة زميلة في الدراسة، وأنا -ولله الحمد- ملتزم، وأراقب نفسي؛ كي لا أتعدى حدود الله، والمشكلة أنني علمت منها أنها على علاقة بشاب تحدث مع أبيها، ووافق لكنه لم يخطبها، أصبت بصدمة عند سماعي، ولكنني -الحمد لله- تجاوزتها، ولكنها لم تقطع العلاقة؛ كوننا ندرس مع بعض.

في أحد الأيام فاجأتني بأنها قطعت علاقتها بذلك الشاب، وتريد العيش عاديًا، وليس بسببي، والمهم تطورت العلاقة، وأخبرتني أنها تحبني وتعزني، والحمد لله أنني لم أتجاوز معها أي حد، وأردت أن أقطع العلاقة لكنني لم أستطع.

بعد مرور فترة الدراسة أخبرتني أنها مهتمة بشاب آخر على النت، فصدمت مرة أخرى؛ كونها كذبت علي وتلاعبت بمشاعري؛ لكي تقضي مصلحتها، فلم أعاتبها أبدًا، ولكن لم أعد كما كنت سابقًا، وذهب كل شيء، ومشكلتها الآن أنها تعاتبني على تجاهلي لها، وتحزن، مع أنني حزنت قبلها لمرات عديدة، ولم أرد أن أخبرها بذلك.

عذرًا على الإطالة، وأرجو أن تنصحوني، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amar حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويصلح الأحوال، وأن يبعدك عن أعمال الجهال، وأن يكفيك بالحلال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

لا يخفى على أمثالك أنه لا صداقة بين شاب وفتاة إلا في إطار المحرمية، أو في ظلال الحياة الزوجية، وما عدا ذلك فإن الفتاة أجنبية عن الشاب حتى لو كان ابن عم لها أو ابن خال؛ لأن الأجنبي هو كل من يستطيع أن يتزوج بالفتاة، ولا سبيل للوصول للفتاة إلا عبر أهلها من خلال المجيء للبيوت من أبوابها.

ونحن إذ نشكر لك المراقبة لنفسك، وتوقفك عند الحدود، ندعوك إلى الابتعاد عن الفتاة وعن غيرها؛ حتى تضع العلاقة في إطارها الشرعي، وحتى لا يضيع الوقت عليك وعلى الفتيات، وأنتم في مقام أبنائنا وبناتنا، ولا نريد لكم الجري وراء السراب، واعلم أن الفتيات سرعان ما يصدقن، فلا تترك الأمور غامضة؛ حتى لا تحزن أو تحزن.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحكم بالاحتكام لآداب الشرع في كل أموركم، وإذا كانت الفتاة تناسبك فاسلك السبل الشرعية؛ للوصول إلى أهلها، وإن كنت مترددًا أو ليس لك رغبة فنتمنى حسم الأمر والابتعاد، ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير حيث كان، ونتشرف بتقديم النصح لكما، ونكرر لك الشكر على تواصلكم مع موقعكم، ونسأل الله أن يهديكم، وييسر أموركم، ويغفر ذنوبنا وذنوبكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً