الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما العلاج المناسب للرهاب الاجتماعي؟

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على كل التوجيهات والنصائح التي تقدمونها في موقعكم.

أنا أعاني من الرهاب الاجتماعي، حيث يحمر وجهي، ولقد سبق أن زرت الطبيب، ووصف لي سيروكسات المعروف بأنه الأفضل في الرهاب، لكن مع الأسف استمررت في أخذه لمدة شهرين دون أية نتيجة، فتوقفت عن تناوله، وعن الذهاب إلى الطبيب وعن الذهاب إلى الجامعة.

أنا الآن في وضع مأساوي، وأملي الوحيد في هذا الموقع، أرجوكم أن تدلوني على اسم دواء يستعمل قبل المناسبة بساعات، أو اسم كريم يخفي قليلا من الاحمرار، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سيرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أيتها الفاضلة الكريمة: قبل أن نتحدث عن الدواء أنا أريدك أن تُغيِّري مفاهيمك عن الرهاب الاجتماعي، فأنت لست أقلَّ من الآخرين في أي شيءٍ، وأنت لست ضعيفة الشخصية أو ضعيفة الإيمان، هذا لا بد أن يكون مفهومًا متأصِّلاً في نفسك، ولماذا الخوف من الآخرين؟ لا، هم بشر مثلنا، نعاملهم بالتقدير والاحترام، وهذا يكفي تمامًا.

في ذات الوقت يجب أن تكون هناك تطبيقات عملية، أن تخرجي، أن تتفاعلي، ولا تُراقبي احمرار الوجه، فهو ليس كله حقيقي، وليس كله بالحجم والضخامة التي تتصورينها، الاحمرار هذا يحدث من زيادة في تدفُّقِ الدم، وهذا ناتج من القلق، الشعيرات الدموية في الوجه سطحية جدًّا، وحين يُضخَّ الدَّمُ يحدث احمرارًا، لكنه بسيطًا وليس بالشدة التي تتصورينها.

أريدك أن تُصححي هذه المفاهيم، وأريدك أن تمارسي الرياضة التي تناسب المسلمة، وأن تُطبقي التمارين الاسترخائية، وأن يكون لك وجودًا حقيقيًا في داخل الأسرة، أي أن تكوني فاعلة ونشطة، وبارَّةً بوالديك، ويا حبذا لو ذهبت إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن، ودرستِ بعض الكورسات، هذا كله يؤدِّي إلى التفاعل الاجتماعي الإيجابي والنافع، والذي يخرق الخوف بكل تأكيد.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أرى الـ (سيرترالين Sertraline)/الـ (لسترال Lustral) أفضل من الـ (زيروكسات Seroxat) في بعض الأحيان، فليس هناك ما يمنع أن تتناوليه، لتُشكِّلي قاعدة علاجية جيدة، وأنت لا تحتاجين أن تتناوليه بجرعة كبيرة، لا، فقط خمسة وعشرين مليجرامًا - نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجرام- تناوليها يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها حبة واحدة ليلاً - أي خمسين مليجرامًا - لمدة شهرين ونصف، ثم تناولي نصف حبة ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة عشرة أيام أخرى، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.

لا بد أن تكون الجرعة بهذه الكيفية وهذا الانضباط، ونعني بذلك أن الجرعة يجب أن تكون تمهيدية، ثم جرعة علاجية، ثم جرعة وقائية وتوقف تدريجي.

الدواء الإضافي هو عقار يعرف تجاريًا باسم (إندرال Inderal) دواء رائع جدًّا لعلاج الاحمرار هذا الذي يُسبب لك القلق، والإندرال يُسمى علميًا باسم (بروبرانلول Propranlol)، بعض الناس يتناولونه عند اللزوم، قبل المناسبات بساعتين، وتكون الجرعة عشرين مليجرامًا، لكن أنا أفضل لبناء قاعدة علاجية ممتازة أن تتناوليه بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً يوميًا لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقفي عنه.

وبعد ذلك من المفترض أن تزول هذه المخاوف والتوترات، خاصة إذا طبَّقتِ الإرشادات السلوكية، أمَّا إن أردتِّ أن تتناولي الإندرال فقط للمناسبات، فهنا تناوليه بجرعة عشرين مليجرامًا ساعتين قبل المناسبة.

أود أن أضيف أن الإندرال دواء سليم جدًّا، لكن لا يُسمح باستعماله بالنسبة للذين يعانون من مرض الربو الشديد.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً