الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اصبحت أخاف من السفر لمسافات طويلة، كيف أتخلص من خوفي؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 30 عاما، متزوج، ولدي طفل، وموظف، علاقتي بزوجتي ممتازة وكذلك بعملي، مرح واجتماعي، وعلاقتي جيدة بأصدقائي وزملائي بالعمل، وأسكن في منطقة حائل.

أعاني منذ سنوات من توتر وقلق، ذهبت إلى دكتور نفسي فصرف لي أدوية، وقبل سنة ونصف تقريبا شفيت ولله الحمد، وتم إيقاف الأدوية تحت إشراف الطبيب، وبعدها بـ 4 أشهر تقريبا، -أي قبل سنة من الآن- سافرت إلى المنطقة الشرقية بسيارتي لوحدي، لكي أعود بزوجتي وابني إلى منطقتي، وبعد الوصول أتتني أفكار وحالة خوف وتوحش، وحالة ذعر وتعرق وخمول وتوتر وقلق، ولم أرتح، فمكثت يومين هناك لا أعلم كيف جلستها، ومن ثم أخذت زوجتي ورجعنا للمنطقة، وكانت هذه الأعراض مصاحبة لي أثناء الطريق حتى انتصف الطريق، ثم شعرت براحة وطمأنينة.

بعد عودتي ذهبت للدكتور النفسي فأعطاني باروكسات 10 مج، وريدون 1 مج، حبة يوميا من كل نوع، واستمريت على الأدوية، وقد أثر هذا الخوف على حياتي الطبيعية، وكنت أفكر به كثيرا لدرجه أنني لا أتحمل بعض المواقف أمامي، كزيارة مريض بالمستشفى، أو مناقشة رئيسي بالشد بالكلام، فقد سيطر الخوف على حياتي وأصبح يرافقني دائما، مع وجود توتر بسيط وقلق، وأفكر به مع أنني متيقن تماما أنه مجرد وهم، ولكن لم أستطع التغلب عليه، فقد كنت أسافر لمسافات قصيرة وأعود وأنا مرتاح، لكن مشكلتي في المسافات الطويلة، ولم أتحسن مع الأدوية، فقد استعملتها ما يزيد عن 8 أشهر.

قبل شهر ونصف ذهبت إلى دكتور نفسي آخر فعرضت عليه حالتي، وطلب مني إيقاف الريدون واستمعال باروكسات 30 جرام حبة صباحا، وكذلك فيكسال 75 مج، حبة يوميا، وكذلك انديرال 10 مج، حبة صباحا وحبة مساء، وقمت باستعمال الأدوية بانتظام، ووجدت تحسنا ملحوظا ولله الحمد.

مع العلم بأن لدي سفرا إلى المنطقة الشرقية قريبا، وأنا متردد بين الذهاب وعدمه، والدكتور يشجعني على السفر، وأنا خائف من أن تعود تلك الحالة أو تلك الأعراض. فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أنه ما حصل لك في المقام الأول نوبة من نوبات الهلع والذعر ومعها قلق، وطبعًا حصلتْ لك -كما ذكرتَ- في الطريق أيضًا، أو عاودتْك هذه النوبات في الطريق، ولذلك ارتبطتْ ارتباطًا بموضوع الطريق والسفر، وحتى إذا لم تُسافر فنوبات الهلع عادةً تكون مصحوبة برهاب الساحة، أو رهاب الخروج من المنزل، لأن الشخص يخاف أن تقع له هذه النوبات وهو خارج المنزل ولا يستطيع أن يسيطر على نفسه، أو لا يستطيع أن يجد المساعدة اللازمة، فعادةً نوبات الهلع يُصاحبها هذا النوع من الرهاب، ولكن في حالتك ارتبطتْ مع السفر بصورة واضحة.

وعليه -أخِي الكريم- وبما أنك الحمدُ لله تعالى تتناول أدوية واضحة، وتمت السيطرة على هذه النوبات أو على هذه الحالات بدرجة كبيرة فبقي العامل النفسي، أو العامل الشرطي مع السفر، وعليه أتفق اتفاقًا مع زميلي الطبيب النفسي بأنه عليك السفر وليس التجنب والتفادي للسفر، لأن التفادي سوف يزيد المشكلة ولن يحلَّها ويفضل الخوف من السفر ولن تُسافر، المواجهة هنا مع استعمال الأدوية حتى وإن قمت بتقسيم الرحلة إلى مراحل، أي تُسافر وتأخذ راحة الطريق، ثم تسافر وتأخذ راحة أخرى، ثم تسافر وتأخذ راحة ثالثة، وهكذا، حتى تعود -إن شاء الله تعالى- سالمًا.

عليك بالمواجهة وليس الهروب، لأن الهروب سوف يزيد من هذه الأعراض التي تشعر بها، ولكن المواجهة -إن شاء الله تعالى- سوف تقضي على هذه الحالة، طالما أنك تأخذ العلاجات المناسبة.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً