الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي أنواع الصرع، وما مدى خطورتها وإمكانية التعافي منها؟

السؤال

السلام عليكم

لقد عانيت فترة طويلة من توتر وقلق واكتئاب، تأتيني لفترات ثم تختفي، وبعدها تعود، ولقد تعودت عليها، وأشكو أيضاً من تنميل ووخز وشعور بنار في جسمي في بعض الأوقات!

عند النوم تأتيني مثل التشنجات أو الاهتزاز لرأسي لعدة ثوان، وبالأخص إذا ذهبت إلى النوم وأنا متوتر أو بالي مشغول، مما جعلني أذهب لطبيب الأعصاب الذي قام بإجراء تخطيط للمخ، ورنين مغناطيسي للرأس.

الحمد لله، فالرنين كانت نتيجته سليمة، لكن نتيجة التخطيط أثبتت أن لدي كهرباء زائدة، وأنها هي السبب في كل الأعراض التي أعاني منها، وكتب لي على علاجاً اسمه (كيبرا 500) وطلب مني أن أستخدم حبتين باليوم، لمدة شهر والعودة إليه بعد الشهر.

هل أنا مريض بالصرع؟ علماً أنه لا يغمى علي، ولا أتشنج مثل باقي مرضى الصرع، كل ما في الموضوع هو توتر وقلق واكتئاب، أعاني منها، وهل الصرع أنواع، وحالتي هي نوع من أنواع الصرع؟ وهل هي ممكنة العلاج على المدى القصير، أي خلال شهر أو شهرين أم أني بحاجة لعلاج طويل؟ وهل من الممكن أن تسبب لي تلفاً في الخلايا لو تركت أو لم أشف منها؟

أصبحت أخشى على نفسي من فقدان العقل بسبب هذه الكهرباء، وهل هي بالفعل تسبب في فقدان العقل؟

فكرة أني مريض بالصرع أرعبتني، ولم تجعلني أنام الليل، فأرجو مساعدتي بشرح واف عن حالتي، وهل يوجد خطورة على أبنائي ومن حولي بسبب حالتي أو حتى قيادة السيارة؟

علماً أني لم أبدأ بتناول العلاج بعد، وهل تنصحني بهذا العلاج أم أن له تأثيراً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل أعراضك هي أعراض نفسية توترية وقلقية، وربما يكون هناك شيء من الاكتئاب البسيط، وتوجد لديك الأعراض الجسدية والتي تتمثل في التنميل والوخز والشعور بنار في جسمك، وهذه غالباً تكون نفسوجسدية.

عقار الكبرا الذي وصفه لك الطبيب هو عقار متخصص جداً وهو يعطى لمرض الصرع وليس له استعمالات أخرى، ما يذكر حول زيادة كهرباء الدماغ يشير إلى مرض الصرع لا بد أن أكون صريحاً معك في هذا الخصوص، لكن -أخي الكريم- مرض الصرع نفسه الناس لديهم مفاهيم خاطئة عنه كثيراً.

هنالك أنواع بسيطة جداً من الصرع، هناك الصرع الكلي هنالك الصرع الجزئي وبعض الأنشطة الصرعية تكون ما تحت الإكلينيكية، أي أنها بسيطة ولا تكتشف إلا عن طريق الصدفة مثل حالتك هذه.

التغيرات التي تظهر في تخطيط المخ لا بد أن تعطى اعتباراً، ولا بد أن يتم علاجها، وأعتقد أن هذا هو الذي قام به الطبيب، ويعرف أن الأنشطة الصرعية خاصة في الفص الصدغي وهو جزء حساس جداً من الدماغ، قد لا تظهر في شكل تشنجات وفي بعض الأحيان قد تظهر في شكل قلق وتوتر شعور بالتنميل ومخاوف ووساوس وشيء من هذا القبيل، وربما يكون الطبيب سارع لهذه الفرضية، ولذا قام بإعطائك (عقار كبرا)، لكن في ذات الوقت من المفترض أن يتم علاجك من القلق والتوتر بإضافة عقار آخر.

لا أود حقيقة أن أقترح عليك في هذا الوقت تناول أي دواء آخر، لأن الطبيب الذي قام بفحصك هو في موقع أفضل مني، حيث أنه رأى وتفحص والذي أوصيك به هي المتابعة معه، المتابعة معه وإذا لم تقتنع بوجهة نظره هنا من حقك أن تقابل طبيب آخر هذا مع احترامي الشديد للأخ الطبيب الذي قام بفحصك ومن حقك أن تسأله نفس هذه الأسئلة التي سألتنا إيها وبكل صراحة ونحن أجبناك بكل صراحة ووضوح.

العلاج ليس له تأثيرات سلبية إنما تأثيراته إيجابية ومدة العلاج تحدد حسب النشاط الكهربائي، عدم تناول العلاج لا أقول لك أنه يؤدي إلى تلف في خلايا الدماغ هذا قد لا يكون دقيقاً لكن قطعاً قد تكون له بعض التبعات السلبية على المدى البعيد، ليس هنالك ما يدعوك للخوف من فقدان العقل، عقلك سليم وكلمة زيادة في الكهرباء كلمة مبالغ فيها.

لا توجد ترجمة حرفية صحيحة لأن كلمة زيادة الكهرباء الدماغية لم ترد في اللغة الإنجليزية، الذي ورد أنه يوجد نوع من عدم الانتظام أو الاضطراب الكهربائي البسيطة الذي يصيب بعض مناطق المخ، فأرجو أن لا تنزعج وكما ذكرت لك المسمى باللغة العربية ليس دقيقاً وليس مطابقاً وفيه الكثير من التشويه، لا تخف ولا أعتقد أن هنالك أي تأثير سلبي على أبناءك أيها الفاضل الكريم، وأنت قد ذكرت أنك لم تبدأ تناول العلاج أرجو أن ترجع إلى طبيبك وتذكر له هذه النقطة ودعه يقرر أو أذهب إلى طبيباً آخر أذهب إلى طبيباً آخر مختص في الطب النفسي وطب الأعصاب.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً