الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والتوتر والاكتئاب وعدم الارتياح

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر ٢٤ سنة، أعاني من القلق والتوتر والاكتئاب، وأتابع مع طبيب نفسي، ولكني في هذه الأيام أشعر بتعب شديد جداً، وكأن الموت سيأتيني قريباً جداً، وكأني في عالم آخر، وأعيش في حلم، وآخذ أدوية كثيرة بلا جدوى، تعبت جداً، وأحب أن أعيش مثل الناس، مع أني أحس أني سأموت، أرجوكم أفيدوني، أحس أنها آخر لحظات حياتي!

أنا آخذ الأدوية، سيروكسات 25 قرصا صباحاً، وبوسبار 10 نصف صباحاً ومساءً، ونيروتوب300 قرصا صباحاً ومساءً، وابيكسيدون, 5 قرص صباحاً و مساءً، وزولام, 5 قرص صباحاً و مساءً، وريميرون قرص مساءً.

بالرغم من كل العلاجات إلا أني مثل ما أنا في تعب وعدم ارتياح.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وبادئ زي بدء أؤكد لك أن الدنيا بخير، بخلاف ما تتصور، فأنت في هذا العمر الجميل عمر الشباب، هذا العمر الزاهي الذي يتميز بوجود طاقات عظيمة لدى الإنسان، من الذي يجعلك تكتئب لهذه الدرجة؟

أنا أجيبك، الذي يجعلك تكتئب هو فكرك السلبي، أنت لا تفكر بصورة إيجابية، الابن الكريم أحمد، أنت تتناول كمية كبيرة من الأدوية، كما ذكرت ويظهر أنك قد اعتمدت على الأدوية، وتعتقد أن الأدوية سوف تغيرك! لا، هذه الأدوية بهذه الكيفية تأكل بعضها البعض، لا أعتقد أن فيها خيراً كثيراً لك، أنا لست بضد الأدوية، لا، أنا أؤيد تناول الأدوية لكن ليس بهذه الكيفية، أخي الكريم، راجع طبيبك لتتناول أدوية مختصرة، أنت محتاج لأحد محسنات المزاج الجيدة، الزيروكسات دواء جيد، لكن إن لم ينفعك يمكن أن تستبدله بعقار سبرالكس مثلاً أو عقار سيمبالتا أو عقار مودابكس، هذه أدوية كلها فاعلة.

لا أعتقد أنه من المفترض أن تتناول الزولام بالجرعة التي ذكرتها، هذا دواء خطير جداً، يبطل أفعال الأدوية الأخرى، يجعلك في حالة من التوهان وحالة من الإضمحلال الفكري والنفسي والاجتماعي، فيجب أن تتوقف عنه، وطبيبك سوف يضع لك الخطة التي تتخلص بها أو من خلالها من هذا الدواء.

أيها الفاضل الكريم: ضع لحياتك أهدافاً، الإنسان إذا لم تكن له أهداف يحس بالفراغ يحس بضعف الكينونة، يحس بأنه لا معنى له ولا معنى لحياته، ضع أهدافاً والأهداف يمكن أن تكون أهدافاً بسيطة جداً، مثلاً أريدك أن تضع هدفاً آني والهدف الآني يحقق خلال 24 ساعة اذهب وقم بزيارة أحد أرحامك، هذا هدف وهدف عظيم جداً، وأريدك أن يكون لك هدف متوسط المدة خلال 6 أشهر القادمة لا بد أن تكون أكثر إنتاجية في عملك وإن لم يكن لك عمل لا بد أن تتحصل على عمل ولا بد أن تحفظ جزء عم من القرآن الكريم، هذا هدف ليس من المستحيل تحقيقه، أهداف واضحة جداً، وعلى المدى الطويل أيها الفاضل الكريم يجب أن تتزوج يجب أن تسعد نفسك يجب ان تطور ذاتك، إذاً اجعل لحياتك أهدافاً.

الأهداف هي التي تساعد الإنسان لأن يغير فكره من فكر سلبي إلى إيجابي، ويا أحمد الصحبة الرفقة النسيج الاجتماعي هذه مهمة جداً لأن يعيش الإنسان حياة طيبة، الإنسان لا بد أن يحب ولا بد أن يحب هذه هي الحياة وهذا لا يأتي إلا من خلال علاقات اجتماعية راسخة، بر الوالدين يمثل دفعاً عظيماً للإنسان في حياته يسعد الإنسان في الدنيا فأحرص على ذلك، لابد أن تنتبه لهذه الأمور، أنا أعرف أنك تعرفها وأنك حريص عليها لكنني ذكرتها لك لأني أعرف قيمتها العلاجية النفسية السلوكية وقد جرب هذا الأمر.

أيها الفاضل الكريم الرياضة، الرياضة الآن تقوي النفوس وتقوي الأفكار وتقوي المهارات وتزيل الاكتئاب وتزيل التوتر، فلا بد أن تحرص عليها ولا بد أن تمارسها وبصورة يومية يفضل أن تكون رياضة جماعية مع بعض الشباب، أعتقد أنني قد أسديت لك الكثير من النصح الذي أرجو أن تأخذ به ونحن الآن مقدمين على رمضان على موسم الخيرات أرجو أن تستفيد من هذا الشهر، أرجو أن تستفيد منه أن ترتقي بعبادتك وهذا إن شاء الله تعالى فيه خير كثير وكثير لك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً