الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم الثقة بالناس والشعور بضعف الشخصية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أعاني منذ كنت في سن ال (17) سنة من أن ناساً أعرفهم يتكلمون عني بالسوء عندما لا أكون معهم، وأنا أعتبر أناسا أصدقاء، أخلص لهم، حتى أصدم منهم بفعل يدل على أني لا أساوي شيئاً بالنسبة لهم!

مع السنوات مررت بظروف صعبة! وتغربت للدراسة، وعشت مع أشخاص اعتبرتهم إخواناً لي، لكن كانو دائماً يتعاملون معي بطريقة سيئة، ويتعمدون جرحي أحياناً، خصوصاً عندما يكونون معا، وتتحسن المعاملة عندما أكون مع أحدهم على حدة!

مع الوقت كرهتهم! وأحسست أني كنت مستغلا؛ لكوني أصغر منهم! وكنت لا أعتبر نفسي ضعيف الشخصية، ولكن تعاملهم معي أفقدني الثقة بالنفس، وكلما أردت أن أدافع عن شخصي أراهم يستهزئون بي، وعندما يقع بيننا خلاف ـ ولو كنت على الصواب في ظني ـ أحس بأنهم يتفقون علي! وأبدأ أوسوس بأنهم يحاولون إيذائي؛ فأتحاشى الانفراد بهم، وأظل مضطربا، وأتحاشى كل الناس لزمن ثم أعود! حتى ضقت ذرعا بهم؛ فقطعت علاقتي بهم دون عذر!

حاولوا الاتصال بي، فتهربت! والآن وبعد سنوات منذ قطعت علاقتي بهم كلما أمر في نزاع مع أحد، أحس أنه يريد إيذائي! ويظل قلبي بدق بسرعة!أحاول التغطية والانخراط في المجتمع، ولكن دائماً أحس بأن ليس لدي أصدقاء مقربون أثق بهم!

وتمر علي أفكار كثيرة تحوفني! هل ما أمر به طبيعي، وتلزمني الشجاعة فحسب؟ أم هل إلى أحتاج المداومة على دواء معين؟

آسف على الإطالة!

وجزاكم الله خيرا!


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هذه الحالة التي تعاني منها مرتبطةٌ بالتطور والبناء النفسي لشخصيتك، وأرى أن شخصيتك تحمل بعض سمات ما يعرف بالشخصية الظنانية، أو البارونية الحساسة.

من الأفضل يا أخي أن تبذل كل جهدك في أن تحسن الظن بالناس، رغم قناعتنا الكاملة بأن الناس بكل أسف لا تترك الآخرين، ويتحدثون عنهم، ويغتابون، والغيبة هي ثقافة اجتماعية منتشرة بكل أسف، رغم أن ديننا الحنيف اعتبرها من الكبائر التي لابد أن يتجنبها الناس.

ربما إذا أكثرت من مجالسة الصالحين، وحضور حلقات التلاوة والذكر، وكذلك ممارسة الرياضة الجماعية التي سوف تجبرك على الاختلاط بالآخرين، سوف يؤدي ذلك إلى رفع مهاراتك الاجتماعية، مما يحسن من تواصلك وثقتك بالآخرين.

هنالك دواء يُعرف باسم استلزين، وآخر باسم رزبريدون، سوف يكون مفيدا لك تناول إحداهما، وعليه أرجو أن تأخذ جرعة صغيرة من الرزبريدون، والجرعة هي 1 مليجرام ليلاً، لمدة ثلاثة أشهر (في كثير من الدول لا يوجد الرزبريدون إلا في شكل 2 مليجرام، وعليه إذا كان ذلك هو الحال فيمكن أن تأخذ نصف حبةٍ في اليوم) .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً