الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت فتاة قبل التزامي وأحبتني، لكنها ليست متدينة.. هل أتركها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 20 سنة، طالب جامعي، قبل 3 سنوات كنت شابا غير ملتزم بديني تمام الالتزام، وأحببت جارتي (فتاة طيبة) وأحبتني بشدة أيضًا، لكنها غير متدينة، وليست من عائلة ملتزمة، ولا ترتدي زيا يليق بمسلمة مؤمنة، واستمرت علاقة الحب -الحمد لله- دون الوقوع في إثم أو فاحشة.

الحمد لله الآن الله عز وجل منّ عليّ بالهداية والقرب منه، وأصبحت ملتزما بفضله -الحمد لله-، وأحافظ على صلاتي وتلاوة القرآن الكريم، وأحاول بقدر الإمكان اتباع سُنة النبي عليه الصلاة والسلام.

الآن أنا لا أتحدث مع هذه الفتاة كثيرًا، لكن حبها ما زال في قلبي ليس بإرادتي، وهي ما زلت تحبني أيضًا، الآن ماذا أفعل؟ هل أقترب منها وأحاول إصلاح شأنها؟ وهذا الأمر مع حبها لي ليس بعسير بعد توفيق الله، أم أتركها لضلالها فربما تزداد سوءًا في الغالب، وإن تركتها وترتب على ذلك تعب وأثر نفسي لها هل عليّ إثم؟

أفيدوني رحمكم الله، وجزاكم كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاصم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا، والحمد لله على هدايتك، ونسأل الله أن يثبتك على الحق.

وما ذكرت في طلب الاستشارة يمكن أن نجيب عليه بما يلي:
- إذا كنت راغبا في الزواج فعليك أن تختار لنفسك زوجة صالحة صاحبة دين وخلق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ) البخاري، وهذه الفتاة، بحسب ما ذكرت لا ننصحك بالزواج بها وهي على هذه الحال، وأما إذا تغيرت، وأصبحت متدينة ولبست الحجاب الشرعي، فيمكن أن تفكر في الاقتران بها.

- قضية القرب من هذه الفتاة بغير الزواج لا يليق بشاب متدين مثلك، وعليك ألا تتواصل معها، ولا تتكلم معها بأي شيء مما يُقال من حب ونحوه، وما تدعيه من حب لها، فهذا ليس له حقيقة في الواقع؛ لأنها امرأة أجنبية عنك، والتعامل معها يكون مثل سائر النساء الأجنبيات، والحب قبل الزواج مجرد وهم وعادة دخيلة على بلاد المسلمين، والمسلم الغيور الذي يغار على محارمه لا يحب أن يُقال أن أخته تحب شخصًا ما وتتواصل معه، وما لا يرضاه المسلم لأخته لا يرضاه لبنات المسلمين.

- أما قضية النصيحة لها فلا بأس في ذلك، مع الالتزام بالضوابط الشرعية، بأن لا تطيل الحديث معها، ولا تتكلم معها بكلام خادش للحياء من حب وغرام، ويكون بقدر الحاجة، ولو جعلت بعض قريباتك من النساء يقمن بنصحها فهذا أولى، وهو أسلم لك من التواصل معها، حتى تقطع حبائل الشيطان في الوقوع في الغرام بها، وحتى لا يظل قلبك معلق بها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم)، رواه البخاري.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) رواه أحمد وصححه الألباني.

وفقك الله لما يحب ويرضى، ونسأل الله أن يهدي تلك الفتاة ويصلح شأنها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً