الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت شابا عبر مواقع التواصل وتركني بسبب فقره، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أريد مساعدتكم في موضوع أنا حائرة فيه، ولا أعرف كيف أتصرف.

أنا فتاة عمري 19 سنة، أنتمي لعائلة متدينة محافظة، وأدرس في الجامعة، نحن نعيش في الغربة.

في الآونة الأخيرة تعرفت على شاب من بلدي الأصلي، يكبرني بست سنوات، عبر أحد المواقع، في البداية كان الأمر عاديا، نتحدث في أمور تافهة، وبعدها تعلقت به، فأسلوبه في الكلام أثر علي، وبعد مدة أخبرني بأنه يحبني، رفضت الأمر وأخبرته بأنه شيء مستحيل، رغم حبي له، ولكنه تمسك بي، وقال بأنه لن يتركني.

المشكلة بأنه فقير جدا، وهذا ما يجعله حزينا، فقد طلب يد فتاة أخرى وتم رفضه بسبب فقره، هذا الأمر يرهقه ويغضبه فهو لا يملك عملا مستقرا، ومستواه الدراسي ضعيف، لم يمض على علاقتنا شهرا، وقال أنه يريد أن يخطبني، لكنه يعلم أنه لا يستطيع فأنا بعيدة، وهو لا يستطيع القدوم بسبب فقره، كما قال أيضا أن والديّ سيرفضانه.

أخبرته أن المال لا يهمني على الإطلاق، لكنه يخبرني دائما بأنني لا أفهم، وأنه يعرف جيدا كيف ستكون النهاية، مشكلتي لا أعرف كيف أجيبه في هذا الموضوع، لأنه لم يسبق لي أن تكلمت مع والدي في هذا الموضوع، لا أعرف كيف يفكران في موضوع كهذا، كما أنني لا أدري إن كانا سيرفضانه أم لا؟

والآن لم نتكلم منذ ثلاثة أيام، وقد اشتقت إليه كثيرا، فلقد أخبرني سابقا إنه سيختفي إذا أحس بالألم، مع العلم أنه لم يطلب أية صورة ولا رقم الهاتف، نحن نتكلم فقط في الموقع، وكما قال لي: أنا لا أريد شيئا من هذا، أريد فقط سعادتك.

لا أعرف ماذا يجب أن أفعل الآن، هل أراسله؟ هل أطلب منه العودة؟ هل يجب أن أنساه؟ وهذا مستحيل فأنا أحبه كثيرا، أنا حائرة وحزينة جدا، آسفة على طول النص، أرجو منكم جوابا، وأشكركم مسبقا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا؛ وبعد الاطلاع على طلب الاستشارة فننصحك بالآتي:

1- لا داعي للحيرة ولا للحزن، فالأمر واضح ولكل مشكلة حل؛ والتعامل مع المشكلة بواقعية يخرجك من هذه الحيرة.

2- الحب قبل الزواج مجرد وهم، وعادة دخيلة على بلاد المسلمين، وأنت لم تتعرفي على هذا الشاب إلا بمجرد كلامه عن نفسه عبر المواقع، وقد يكون صادقا بما أبدى من مشاعر، وقد يكون كاذبا، فلا داعي للحيرة في أمر ظني عبارة عن سراب لا حقيقة له، ولعلك لا تعلمين أساليب بعض الشباب مع الفتيات لإيقاعهن في حبائلهم، فهم يبدئون العلاقة ببراءة وأنهم لا يطلبون إلا الخير والزواج المشروع، فإذا تعلقت بهم الفتيات يبدأ مشوار الاستدراج نحو الرذيلة، أنا أضع هذا الاحتمال أمامك حتى تكوني على بينة من الأمر.

3- إذا استطعت بأي طريق التعرف على هذا الشاب ومدى صلاحه وخلقه، فسارعي بذلك ولا تكتفي على مجرد المراسلة عبر المواقع.

4- لا ننصحك بالاتصال به ولا داعي للشوق؛ لأن هذا الشوق من مداخل الشيطان، فهو إنسان لا يحل لك الاشتياق له، فهو رجل أجنبي عنك ولا يحل التواصل معه، وأكثري من ذكر الله، وإذا جاء مثل هذا الهاجس الشيطاني، فاستعيذي بالله منه.

5- كوني جادة واحرصي على مستقبلك، ولا ينبغي ضياعه في مراسلات وكلمات ومتاهات، وإذا تواصل معك هذا الشاب فقولي له تعالَ للأمور من أبوابها، يتقدم لك من أهلك، وإذا كان هناك احتمال لرده بسبب فقره؛ فهذا قد يكون من مصلحتك، فقد لا تستطيعين تحمل أعباء الحياة معه مع فقره، وأنت في بلاد الغربة وإذا قبلوا به، ورؤا فيه زوجا صالحا فهذا خير -والحمد لله-.

6- اعلمي كما أن الشاب إذا لم يرض بالزواج بفتاة لسبب ما، فهناك احتمال وارد أن هذا الشاب قد لا يكون في قدر الله أن ترتبطي به؛ لأن أهلك رفضوا قبوله، وأنت مؤمنة بقضاء الله وقدره، واعلمي أن في ذلك خيرا لك، فننصحك أن توطني نفسك على هذا، وتضعي هذا الاحتمال في الحسبان، وسيأتي ويتقدم لك من هو خير منه.

وأبشري بخير -بإذن الله تعالى-.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً