الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضيق تنفس شديد مستمر وكتمة في الصدر ما سببها؟

السؤال

السلام عليكم
كل عام وأنتم بخير، وأدعو الله أن يجزيكم خيراً، لما تبذلونه من خير لهذه الأمة، أعانكم الله وسدد رأيكم.

أنا شاب بعمر 28 سنة، متزوج لدي طفل، ومدخن، وطولي 183 ووزني 84، أعاني منذ 4 سنوات من ضيق تنفس شديد مستمر، وكتمة في الصدر، وألم شديد في الصدر ودقات قلب سريعة، وصداع في مؤخرة الرأس ودوخة مستمرة وتعرق شديد.

ذهبت للكثير من الأطباء، سواء في بلدي أو في جمهورية مصر العربية، وأجريت الكثير من التحاليل، منها:
- تخطيط قلب: سليم.
- تخطيط جهد للقلب: سليم.
-إيكو للقلب: سليم.
-صورة اكس راي للصدر: سليمة أو حسب وصف الأطباء (رئة مدخن).
- صورة مقطعية للرئتين: سليم.
- اختبار وظائف رئة 4 مرات / Normal spiromentry
-صورة كاملة للدم: سليم.
-كيمياء الدم: سليم.

كثرت التشخيصات، فمنهم من شخص الحالة على أنها توسع قصبات هوائية، ومنهم على أنها ربو شعبي، ومنهم على أنها نفاخ رئوي، ومنهم من قال: إنه انسداد رئوي مزمن، الأغلبية ذهب إلى أني لا أعاني من أمراض عضوية، وصف لي الأطباء الكثير من موسعات القصبات الهوائية، ولكنها دون نتيجة تذكر.

أنا دائم التردد على أقسام الطوارئ في المستشفيات، لشدة ضيق التنفس والدوخة، وكنت أعمل في السابق، وصرت بلا عمل بسبب الحالة التي تأتيني بشكل مستمر، وأفكر بالموت كثيراً، ولا أريد أن أكمل حياتي على شاكلتها الحالية.

كيف أجزم بأني لا أعاني من مرض عضوي مزمن؟ أو أني لا أعاني من مرض لا يستطيع الأطباء تشخيصه؟ ولو كان ليس مرضاً عضوياً فما التشخيص؟ وما الحل؟

أرجو المساعدة، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ bassel حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشكوى المتكررة من الشعور بالكتمة في الصدر ووجود آلام في القفص الصدري على وجه الدقة، وتسارع في ضربات القلب، وحتى الصداع والدوخة: هذه نشاهدها كثيرًا في حالات القلق النفسي.

القلق والتوتر النفسي يؤدي إلى توترات عضلية، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات القفص الصدري ومؤخرة الرأس، لذا تجد الكثير من الناس يشتكون من آلام في الصدر أو صداع في مؤخرة الرأس.

أنا لا أريد أن أحوّل انتباهك بالكليَّة عن حالتك العضوية أو صحتك الجسدية، لكن أريد أن أنبهك أن الجانب النفسي مهم ومهمٌّ جدًّا، وما ذُكر لك من تشخيصاتٍ ربما يكون فيها شيء مما هو صحيح، لكن أتى العامل النفسي وأدى إلى تضخيم وتجسيم الأعراض لديك، مثلاً قد يكون لديك ضيق بسيط في الشعب الهوائية، وهذا يحدث في بعض الأحيان من الحساسيات المختلفة، ولا يكون علة أساسية أو رئيسية، لكن قد يأتي قلق نفسي بجانب هذا التحسس الموجود في الصدر، ويزيد من الأعراض ويُضخمها، والكثير جدًّا من اضطرابات الجهاز التنفسي مرتبط بالحالة النفسية عند الإنسان.

أخي الكريم: أنا أعتقد أنك محتاج أن تتابع مع طبيب نفسي، والجانب القلقي لا يعتبر مرضًا نفسيًا حقيقيًا، إنما هي ظاهرة، وهناك إجراء بسيط جدًّا سوف تستفيد منه إن شاء الله تعالى.

التدُّرب على تمارين الاسترخاء، هنالك تمارين تُعرف بتمارين التنفس التدرُّجي، وتمارين شدِّ وقبض وإطلاق وبسط العضلات بصورة متدرجة، أيضًا من التمارين الممتازة. فيا أخي الكريم: أنا أرى أنك في حاجة شديدة لمثل هذه التمارين، ومعظم الأطباء النفسيين يقومون بتدريب من يأتيهم من أجل العلاج.

في ذات الوقت تناول بعض مضادات القلق البسيطة، هذه سوف يصفها لك الطبيب، ومعظم مضادات القلق الجيدة هي في الأصل مُحسِّناتٍ للمزاج، يعني تناولك لأيٍّ من هذه الأدوية - ولا أريدك أن تُكثر من استعمال الأدوية، دواء واحد مضاد للقلق مُحسِّنٌ للمزاج – ربما يفيدك كثيرًا.

أرجو أن تخوض هذه التجربة، تجربة التواصل مع الطبيب النفسي، وتجاهل الأعراض العضوية، وأنا لا أدعوك أن تتجاهل صحتك أو تهملها، لكن الذي يظهر لي أن الجوانب العضوية ليست أساسية، إنما الأساس هو الجانب النفسي، وهذا يجب أن يكون مُفرحًا بالنسبة لك، لأنك عانيت كثيرًا، أربع سنوات ليست بالسهلة، وتشخيصات كثيرة اقترحها الأطباء، وهذا ليس مستغرب؛ لأن أي طبيب تذهب إليه يُحاول أن يُفسِّر لك أعراضك حسب تخصصه وحسب مجاله وحسب ما يسمعه منك من شكاوى، لكن النظرة الكلية الشاملة مهمة، وأنا حين أنظر لحالتك من مفهوم طبي شامل أرى أن الجانب النفسي قد لعب دورًا أساسيًا في أعراضك، لذا اقترحتُ عليك – وأُكرر اقتراحي – أن تتواصل مع طبيب نفسي.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً