الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب الضغوطات والمشاكل أعاني من الاكتئاب ولا أنام، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم.
أنا سيدة عمري 32 سنة، متزوجة، وأم لثلاثة أطفال، لدي بعض الضغوطات والمشاكل التي تسببت لي في تعكير المزاج، واختلال النوم، وقد عانيت مدة 4 سنوات مع أطباء المخ والأعصاب، وتناولت الكثير من مضادات الاكتئاب والمنومات، ولكن دون جدوى.

منذ عام ذهبت لمراجعة طبيب، فوصف لى عقار رامديب 40، استمررت في أخذه لمدة سنة، مع عقار نايت كالم 3 ملجرام، وتحسنت نوعا ما، وبعد فترة وصف لي دواء الديورزاك 90 م، مع أقراص نيورزين، تحسنت كثيرا، ولكن قبل شهر رمضان توقفت عن العلاج تماما.

بعد شهر رمضان ظهرت أعراض تعثر المزاج والاختناق والقلق وعدم النوم، علما بأنني بدل حبوب النيورزين 25، أخذت حبة 100 ملجرام، ولكن دون جدوى، أخذت نايت كالم 3 م، ولكن لم أنم إلا فترات قصيرة، وأحلام غريبة.

يئست جدا، أسأل الله يشفيني من الاكتئاب، وأصبح إنسانة طبيعية، ويصير مزاجي جيدا، ولا أعيش حزينة، وأيضا شعوري بأنني أظلم زوجي معي، لأنني جنسيا تحت الصفر، حيث أنني أرفض هذا الأمر، وأتهرب من زوجي.

قبل مرضي كنت على العكس تماما، أريد نصيحتكم، ما الدواء المناسب لحالتي؟ سمعت عن عقار الويلبترون، هل هو مناسب؟ هل يحسن الحالة الجنسية والمزاج؟ وهل ممكن أن أنام من غير منوم؟

شكرا لكم لسعة صدركم، ووفقكم الله للخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخت الكريمة: كل عام وأنت بخير، لقد استرسلتِ في الكلام عن الأدوية التي استعملتها، وكنتُ أود أن تفصِّلي أكثر في المشاكل التي تعرضت لها والضغوطات الحياتية.

أنت متزوجة وعندك ثلاثة أطفال، ولا أدري ما هي المشاكل الأخرى التي واجهتك، تربية ثلاثة أطفال خاصة إذا كانوا في سِنٍّ متقاربة فهو يؤدي إلى ضغوط نفسية للأم، وبالتالي يؤدي إلى تعسُّر المزاج والاكتئاب النفسي.

الأدوية التي تناولتها لا غبار عليها، ولكن عادة – يا أختي الكريمة – يختلف الناس في الاستجابة للأدوية من شخصٍ لآخر، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى: وجود المشاكل الحياتية تجعل الاستجابة للأدوية أقلَّ درجة من الاكتئاب الآخر، أو الاكتئاب الذي لا يكون ناتجًا عن ضغوطٍ حياتية، وهنا لاىبد من العلاج النفسي الدعمي مع الحبوب، الحبوب وحدها لا تفيد إذا كانت هناك مشاكل وضغوط حياتية، فلابد من علاج نفسي يُساعد في تخفيف الإحساس والتأقلم مع هذه الضغوط والمشاكل، هنا تكون الأدوية عاملاً مساعدًا.

الـ (ويلبترون) نعم هو مضاد للاكتئاب ومفيد مثله مثل مضادات الاكتئاب الأخرى، ولكن من الفوائد التي تنتج عن استعماله هو تحسين الأداء الجنسي؛ لأن هناك أدوية اكتئاب أخرى تُقلل من الرغبة الجنسية أو الأداء الجنسي عند استعمالها، ولكن الـ (ويلبترون) لحسن الحظ يُحسِّن من الأداء الجنسي.

نعم يمكنك النوم دون تناول حبوب إذا ناقشتِ مشاكلك مع معالج نفسي، وإذا اتبعتِ طُرقًا معينة عند النوم، أو ما يعرف بصحة النوم، أو تنظيم النوم.
أولاً: يجب تجنب تناول المهدئات مثل الشاي والقهوة في الليل، أي بعد الخامسة ليلاً.
ثانيًا: حدِّدي ساعة مُحددة للنوم.
ثالثًا: أطفئي الأنوار جيدًا.
رابعًا: حاولي ألا تحملي همومك إلى السرير أو المخدة.
خامسًا: قومي بممارسة الاسترخاء قبل النوم.
سادسًا: إذا لم تستطيعي النوم بعد ساعة من اضطجاعك على السرير فانهضي من السرير مرة أخرى وحاولي أن تعملي شيئًا آخر مثل مشاهدة التلفاز أو الاستماع إلى الراديو أو القراءة، ثم الشعور بالنعاس مرة أخرى اذهبي إلى فراشك ونامي.
سابعًا: تجنبي النوم في النهار حتى وإن كنت مُرهقة ومُتعبة، لأن النوم أثناء النهار يُقلل من نوم الليل، وهو أقل فائدة للجسم من نوم الليل.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً