الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل سيؤثر دواء الوسواس والرهاب على مهنتي كسائق شاحنة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور الفاضل: أنا اسمي سعيد 22 سنة، أعاني من الوسواس والرهاب الاجتماعي والقلق والخوف من لا شيء، ولكن كل هذه الحالات ليست بالعصيبة.

زرت طبيبا نفسيا وقام بتشخيص حالتي وقدم لي دواء اسمه نو ديب 50 مغ لمدة 3 أشهر حبة في كل يوم، وبعد ذلك تحسنت حالتي إلى حد ما، بعد انتهاء مدة 3 أشهر رجعت إلى الطبيب فقدم لي دواء اسمه سوليان 50 مغ حبة في كل يوم، ومع الاستمرار في دواء نو ديب 50 مغ حبة في كل يوم، لكن لم أشترِ دواء سوليان؛ لأني بحثت عنه في الإنترنت فاكتشفت أنه علاج الفصام فلم أتقبله؛ لأني أشعر أني لست مصابا بالفصام ولو بنسبة قليلة في بعض الأحيان.

أخدت دواء نو ديب لمدة شهر وانقطعت عنه؛ لأني الآن في صدد الحصول على رخصة سياقة شاحنة كبيرة، وهذا الدواء يسبب الدوخة والرعشة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / said حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس القهري والرهاب الاجتماعي والقلق فعلاً من الأمراض المنتشرة، وعلاجها عادة علاج دوائي وسلوكي، علاج نو ديب الذي أعطاه لك الطبيب النفسي واسمه العلمي سيرترالين، نعم هو من الأدوية الفاعلة لعلاج هذه الحالات، أما علاج السوليان، السوليان نعم بجرعات كبيرة يعالج مرض الفصام، وعندما نقول جرعات كبيرة 200 مليجرام 3 مرات في اليوم وأكثر، أما بجرعات صغيرة كـ 50 مليجرام فيعطى كمضاد للقلق، وهذا ممارسة طبيعية في الطب النفسي.

الدواء قد يعالج مرضا معينا بجرعة محددة وقد يعالج مرضا آخر بجرعة أقل، فإذن من ناحية الممارسة الطبية السليمة لا غضاضة فيما أعطاك له الدكتور هذا الدواء، ولا يعني أنك مصاب بمرض الفصام، وإن كان يعطى بجرعات كبيرة لمرضى الفصام هذا ما لزم توضيحه.

الشيء الآخر هذه الأدوية حتى وإن أعطي السوليان بجرعة كبيرة، فهو لا يؤثر على مقدرتك في قيادة السيارات الثقيلة ولا في قدرتك الذهنية، بالعكس هو دواء يساعد في تحسين الأعراض النفسية، ومن ثم تحسين القدرات الذهنية، ولذلك -يا أخي الكريم- لا أرى غضاضة إن أعطاك له الطبيب، ويمكنك أن تمارس حياتك من قيادة ومن نحوها بصورة طبيعية، وأنا دائماً أحبذ في مثل هذه الأمراض أن يكون مع العلاج الدوائي علاج نفسي، فقد أثبتت معظم الدراسات الحديثة الآن أن الجمع بين النوعين من العلاجات أي العلاج الدوائي والعلاج النفسي يكون أفضل من استعمال الدواء وحده.

إذا كانت هناك أعراض مازالت من ناحية خوف ووسواس، فعليك بالذهاب إلى الطبيب هذا أو طبيب آخر وتسأله عن إمكانية تحويلك إلى معالج نفسي لمساعدتك في التخلص مما بقي من هذه الأعراض بواسطة العلاج النفسي أو ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً