الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي أفضل الطرق لعلاج قلق المخاوف الوسواسي؟

السؤال

السلام عليكم
لقد راسلتكم عبر موقعكم المفيد، ولكم جزيل الشكر.

إلى الآن لا أعرف ما يحدث لي، فلدي مزيج من الأمراض النفسية المعقدة، سأحاول بإذن الله شرح ما أعانيه، وآمل أن تفهموا ما سأقوله.

في الأساس أعتقد أن لدي ثلاثة أمراض نفسية أساسية:
أولا الوساوس: لا أعلم إن كانت قهرية أم ذهانية، وتتمحور في أنني مصاب بالإيذز أو السرطان.
ثانيا مرض الشك أو الظنان، سوء التأويل والشك في الآخرين أنهم يعلمون أسراري مثلا.
والأمر الثالث: الخوف جاءني ومن دون مبرر، فهذا الأخير لا أستطيع أشرحه لكم.

كل هذه الأمراض تؤدي لنوع من النتائج، كالاكتئاب، والهلع المبالغ فيه، مع العصبية، لدرجة أني أتخذ قرارات أندم على فعلها من بعد، كما لاحظت أن هناك تقلبا في المزاج، وأخاف أن يكون ثنائي القطب، نعم؛ لأنني أحيانا يأتيني نوع من النشوة والثقة بالنفس، لكن سرعان ما تتحول إلى حزن، وفقدان الأمل والفشل.

ذهبت بالفعل إلى أطباء نفسيين، وأخذت أدوية نفسية، لكن كنت أستبدل وأنتقل من دواء إلى آخر، لهذا أنا خائف من أن جسمي يولد مناعة للأدوية بسبب كثرة استبدالها بشكل مفرط.

والله العظيم تعبت مما أعانيه، فحياتي كلها عُقَد منذ طفولتي، كما أنني شخص حساس للغاية، لا أستطيع المواجهة والتحمل، وأتأثر حتى من مشاكل بسيطة.

أريد أخذ أدوية قليلة الآثار الجانبية للممارسة الزوجية، كالأبيليفاي والفافرين مثلا، لكن لا أعلم كم هي الجرعة المناسبة لحالتي، أو اقترحوا علي أدوية أخرى مناسبة، وقليلة الأعراض الجانبية للمعاشرة الزوجية.

للعلم: لدي أخ مصاب بانفصام الشخصية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ diae حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأمراض النفسية لها معايير تشخيصية، يعني هنالك شروط وُضعتْ إذا استوفاها الإنسان، أقصد: إذا استوفى الأعراض المطلوبة يتم التشخيص، وفي كثير من الأحيان تُوجد أعراض لحالة معينة لكنَّها لا تستوفي المعايير والشروط التشخيصية، لذا لا تُعتبر مرضًا، إنما هي أمر مُلحق أو لاحق، أو هو جزء من التشخيص الأساسي، مثلاً: الاكتئاب النفسي -أخي ضياء- لا يأتي لوحده أبدًا، تجد مرضى الاكتئاب لديهم شيء من الخوف، لديهم شيء من الوسوسة، لديهم شيء من القلق، لديهم شيء من سوء الظن، هذا يحدث، هل نذكر كل هذا ونقول إن هؤلاء لديهم اكتئاب ووساوس وظنانيات؟ لا، التشخيص يكون هو الاكتئاب النفسي وليس أكثر من ذلك.

أنا أعتقد أن حالتك هي على نفس هذه الشاكلة، غالبًا أنت لديك قلق المخاوف الوسواسي، وربما يكون لديك شيء من سوء التأويل والشك، وهذه قد تكون مرتبطة بشخصيتك أكثر مما هي أمراض.

الشيء الذي استوقفني -وهو أمر هام- التقلبات المزاجية التي تصل في بعض الأحيان لمرحلة الابتهاج والانشراح، هذا عرض مهم جدًّا، إذا وُثِّق وتمَّ التأكد منه؛ لا بد أن نحذر هنا في استعمال مضادات الوساوس والاكتئاب، لأنها قد تُثير لديك نوعا من الانشراح المرضي الزائد، لكنِّي لستُ مقتنعًا أنك بالفعل تعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية، أعتقد أنه من المهم جدًّا أن تُركز على هذه النقطة حين تقابل طبيبك المرَّة القادمة، الموضوع يحتاج للمزيد من الاستقصاء، فقط للتأكد من هذه الناحية.

أما ما ذكرته سابقًا فهو قلق المخاوف الوسواسي، وأنا أعتقد أن تناول دواء مثل الـ (إبليفاي) كما ذكرتَ سيكون كافيًا جدًّا، الـ (إبليفاي) بجرعة عشرة مليجراما، دواء ممتاز وفاعل، يُضاف إليه ليس الـ (فافرين) إنما الـ (زيروكسات)، لأن الزيروكسات يتميز أنه لا يدفع الناس نحو القطب الانشراحي في حالة وجود أي نوع من ثنائية القطبية، وفي ذات الوقت الزيروكسات يتميز بعلاج الوسوسة وتحسين المزاج.

فيا أخي الكريم: تناول الإبليفاي، يُضاف إليه الزيروكسات (CR) بجرعة 12.5 مليجراما، لن تكون له آثار جانبية سلبية كثيرة، نعم في بعض الأحيان هذا الدواء ربما يؤخر القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية، لكن من المؤكد أنه لا يؤثِّر على الذكورية، أو الصحة الإنجابية عند الرجل.

فيا أخي الكريم: هذا هو الذي تحتاجه، دواءين فقط، وليس أكثر من ذلك، وأريدك أن تُراجع طبيبك، أن تتواصل معه، هذا مهم، ولا بد أن تُطبق الآليات العلاجية غير الدوائية، الصحة النفسية الإيجابية تتطلب: التفكير الإيجابية، ممارسة الرياضة، الحرص على العبادات، النوم الليلي المبكر، أن تكون نافعًا لنفسك ولغيرك، أن تكون لك مشاريع مستقبلية حقيقية مفيدة، وتضع الآليات، والطرق التي توصلك إليها، بر الوالدين، تحسين الصلات الاجتماعية، وتوسيع النسيج الاجتماعي، والوفاء والإخلاص للأصدقاء... هذا يُضيف إضافات عظيمة جدًّا على صحتك النفسية.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً