الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقبلة على الزواج وأعاني من وسواس واكتئاب، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متملكة منذ شهرين، وكنت قبل سنتين مصابة بوسواس في العقيدة واكتئاب، وقد شفيت منه والحمد لله، ولكن بعد الملكة أصابني خوف فظيع لدرجة أني توقعت بأن الاكتئاب قد عاد، ثم عاد لي الوسواس مرة أخرى، ولكني تغلبت عليه بقراء سورة البقرة.

والآن لدي خوف شديد من الزواج، فأحيانا أحس بأني أكره زوجي، ولا أريد رؤيته، ولا أرغب بأن أكون معه في علاقة حميمية، ولا أود حتى أن أسلم عليه، ولم أكلمه سوى مرة واحدة فقط، ومكتفية بإرسال الرسائل العادية، فأنا لا أعرف كيف أتحدث معه، وأريد علاجا لحالة الوسواس والاكتئاب التي أعاني منها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية، وأسأل الله تعالى أن يكتمل الزواج على خير، ويكونُ لكما مودة ورحمة وسكينة.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت لديك أصلاً نوع من قلق المخاوف الوسواسي، وهذا لا أريد أن أعتبره مرضًا، إنما هي ظاهرة من الظواهر النفسية المعروفة التي قد تحدث لبعض الناس، وهذا النوع من الظواهر يزداد مع الروابط أو مع ما يمكن أن نسميه بالأحداث الحياتية، حتى وإن كانت أحداث حياتية سعيدة، فأنت الحمد لله تعالى قد قمتِ بعقد الزواج، وهو ميثاق غليظ {وأخذنا منكم ميثاقًا غليظًا}، وبعد ذلك أصبحت تأتيك بعض التخوفات الوسواسية حول الزواج وتفاصيله وشيء من هذا القبيل.

إذًا هذا نوع من القلق التوقعي أكثر مما هو قلق واقعي، ذو طابع وسواسي، وفي الأصل أنت لديك استعداد له. فأنا أريدك حقًّا أن تكوني أكثر تفاؤلاً، أن تكون نظرتك نحو الزواج أكثر إيجابيةً، والأمر كله -إن شاء الله تعالى- خير وفي خير.

إذًا حقِّري ما هو سلبي، وانطلقي بتفكيرك حول العيشة الطيبة مع زوجك، وأن يُسعدك الله تعالى، ويرزقكما الذرية الصالحة، وكيف تكوني زوجة فاعلة تسهرين على خدمة زوجك وعلى توطيد أركان زواجك. اسرحي بخيالك على هذه الكيفية، هذا مهمٌّ جدًّا من وجهة نظري.

وفي ذات الوقت حاولي أن تكوني في حالة استرخاء دائمًا، وهذا يتم من خلال التمارين الاسترخائية، خاصة تمارين التنفس المتدرج، وإسلام ويب أعدت استشارة في هذا السياق، أرجو الرجوع إليها والاستفادة مما ورد فيها، وهي تحت رقم (2136015).

العلاج الدوائي أنا أراه أيضًا مطلوبًا في حالتك، لكنّه علاج بسيط، وبجرعة بسيطة، ولمدة بسيطة، وأفضل دواء يفيدك هو الدواء الذي يُعرف باسم (زولفت)، ويسمى علميًا (سيرترالين)، وهو دواء رائع جدًّا لعلاج المخاوف الوسواسية التوقعية خاصة، والجرعة هي أن تبدئي بنصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) تتناوليها لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة (خمسين مليجرامًا) تناوليها ليلاً لمدة أسبوعين، ثم اجعليها مائة مليجرام ليلاً، وهذه ليست جرعة كبيرة، حبتين، تناوليها لمدة شهرين، ثم اجعليها حبة واحدة لمدة شهرٍ آخر، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة عشرين يومًا، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً