الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هواجس الحمل تعكر حياتي، وزوجي يريد طفلا آخر، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.
أشكركم على مجهوداتكم العظيمة، وليجعلها الله في ميزان حسناتكم.

أنا متزوجة منذ ست سنوات، وأحب زوجي، وأم لطفل عمره خمس سنوات، تزوجت في الغربة خلال شهر، ثم حملت فورا، مما جعلني أشعر كأنني في حلم، وعندما تحرك طفلي ظللت أبكي، لا أفهم كيف يكون إنسان بداخل إنسان، لم أشعر بالسعادة، ولم أكن راضية عن شكل بطني الكبير، كنت أشعر باشمئزاز، وكل تفكيري كان منصبا على الولادة وتبعاتها، كنت خائفة جدا، لكنني ولدت طبيعيا بدون ألم، حيث أخذت حقنة الظهر.

وحين أحضروا لي الطفل، بدأت معاناتي، حيث نظرت إليه وهو في سريره، ثم أخذ يبكي، فطلبت من الممرضة أن تعيده إلى الحضانة، كنت متعبة جدا، لا أطيق بكاء صغيري، بل أشعر أنه سبب ألمي.

عند خروجي أخذته وأنا لا أعرف ماذا سأفعل به؟ وعانيت في إرضاعه، وتألمت وبكيت كثيرا، كنت أكرهه وفي نفس الوقت ألوم نفسي أني حملت به، كان كثير البكاء جدا، ولا ينام إلا قليلا، وزوجي مثلي لا يحب الصراخ والفوضى.

بعد مرور الأشهر الأولى لم ينم الليل أبدا، أول ستة أشهر دائما يصرخ حتى أني فحصته طبيا، ولم يكن به شيء، وأنا بطبعي لا أطيق الصوت العالي، وصراخه جعلني أصاب بالاكتئاب، حتى تمنيت الموت، وإن لم يكن الانتحار حراما لانتحرت.

كان أيضا كثير الرضاعة، والثدي ظل يؤلمني حتى بلغ 15شهرا، رغم أني فحصت الثدي، ولم تجد الطبيبة به شيئا، فاضطررت لفطامه، طفلي ملول جدا، وحركته مفرطة جدا، فكان هذا سبب كرهي للحمل ثانية.

الآن يريد زوجي طفلا آخر، وتكلم معي بشكل جدي، فوجدت نفسي أبكي بحرقة شديدة، خائفة جدا، فطلب مني أن أتعالج من الاكتئاب، وأنا الآن مستقرة في بلدي، وأمي وأم زوجي نساء كبيرات لا يستطعن مساعدتي، وليس لي أخوات.

كتبت إليكم لعلي أجد المخرج، شاكرة لكم نصحكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كريمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الغرائز الطبيعية عند المرأة هو غريزة الأمومة، وهي من أعظم الغرائز، وهي فطرة طبيعية من الله سبحانه وتعالى، فكل امرأة تتمنى الزواج، وكل امرأة تتمنى أن تحمل، وكل امرأة تتمنى أن تنجب أطفالاً، حتى ولو كانت هناك معاناة في الحمل، {حملته كُرهًا ووضعته كُرهًا}، {حملته وهنًا على وهنٍ}، حتى هذه المعاناة، ولكن النساء عادة يجدن متعة كبيرة عند الولادة وعند تربية الأطفال.

ما حدث لك خارج عن هذه الفطرة، ولا بد أن تكون هناك أسباب معيَّنة، المهم الآن زوجك يريد طفلاً آخر، وبالرغم من أنك ذكرت أنه لا يُحب أيضًا إزعاج الأطفال، لكنه يُحب إنجاب طفل آخر، المهم يجب عليك مراجعة طبيب نفسي لأخذ تاريخ مرضي مفصَّل وفحص الحالة العقلية، ومن ثمَّ إن كنت تُعانين من اكتئاب أو قلق ما، وهو الذي سبب لك هذه المشاكل النفسية في الحمل وفي الولادة وعند تربية الأطفال، لا بد من مراجعة طبيبة نفسي - يا أختي الكريمة -.

الشيء الآخر الذي أود أن اطمئنك إليه: كثير من الأزواج يكونون متخوفين جدًّا لولادة الطفل الأول، وهذا التخوف قد ينعكس في إحساسهم نحوه، ولكن بعد ذلك - بعد أن يلد طفل آخر وطفل ثالثًا - تختلف الأمور تمامًا ويحسُّ بلذة وطعم الأمومة والأبوة، ويتم ترويضهم، كثير من الآباء والأمهات الذين كانوا لا يُطيقون إزعاج الأطفال والعيش مع أطفال مزعجين أسسوا أُسرة كبيرة وصاروا يتعلقون بأطفالهم تعلقًا شديدًا.

إذًا فلتذهبي لطلب المشورة النفسية أنت وزوجك، وإن شاء الله تتغلبين على هذه الأشياء.

وفقك الله، وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً