الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأعراض النفسوجسدية للقلق والخوف من الموت

السؤال

السلام عليكم..


الإخوة الأطباء حفظهم الله، تحية طيبة، وبارك الله فيكم، وبعد:

فمنذ عشر سنوات تعرضت لمشاكل عائلية، وضغوطات نفسية كبيرة، وفي إحدى الليالي لم أستطع النوم؛ بسبب أنه جاءني هاجس وقال لي إنك سوف تموت الآن! فشعرت بخوف شديد! وبدأت بالتقيؤ، وآلام في المعدة، ولم أراجع طبيباً نفسيا.

ثم بدأت أتردد على أطباء الجهاز الهضمي، والقلب، لمعرفة سبب الاضطرابات والألم، ولم يفيدوني، إلا أن أحدهم قال لي إن هناك فتقا في الحجاب الحاجز، وحتى اللحظة لا أدري إذا كان هناك مرض عضوي يسبب لي الخوف، أو مرض نفسي.

ومنذ ذلك التاريخ وأنا أعاني من أشياء كثيرة تظهر لي يوماً بعد يوما، منها: أني لا أستطيع النوم، ويخيل إلي أن هناك أشياء سوف تظهر، أو شياطين، وذهبت إلى أحد الأطباء النفسانيين، وقام بإعطائي Loxicare، Xanax، والمعروف أن فلوكسكير هو التصنيع المحلي للبروزاك.

وتحسنت تقريباً 60% بعد أن أخذت الفلوكسكير لأكثر من عام، والزاناكس لأكثر من ستة أشهر، إلا أنني إلى حد الآن لا أستطيع النوم وحدي ـ مثلاً ـ في البيت، أو في فندق، وعصبي جداً، وحساس جداً، وما طرأ علي حديثاً هو ضيق التنفس، بالإضافة إلى التثاؤب، والتنميل بالأطراف، وذهبت إلى طبيب آخر؛ فأعطاني أدوية أثرت في من الناحية الجنسية؛ فقطعتها بعد يومين.

أطلت عليكم؛ فسامحوني لكنني أعيش بجحيم، وأتمنى أن يمن الله بالشفاء علي، وأن تكونوا الوسيلة بإذنه تعالى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك، وعلى ثقتك في الشبكة الإسلامية وأطبّائها.
أنت بإذن الله لست في جحيم، ونسأل الله لك الشفاء.

أخي، حالتك بسيطة وواضحة جداً، وهي تأتي تحت ما يعرف بالحالات النفسوجسدية، حيث يكون القلق النفسي الداخلي هو المحرك الأساسي لنوعية الأعراض التي تعاني منها .

بداية المرض يدل على أنك أُصبت بما يعرف بنوبة الرهاب، وهي قلق مفاجئ وحاد، ومصحوبٌ بمخاوف.

هنالك علاقة قوية جداً بين القلق -خاصةً ما يعرف بالقلق المقنع- والاكتئاب النفسي، وأعراض الجهاز الهضمي، ولذا يستجيب الكثير من مرضى الجهاز الهضمي للأدوية النفسية، خاصةً مشتقات الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق.

البروزاك يُعتبر علاج جيد، ولكن الدواء الذي يعرف باسم زيروكسات (SEROXAT) ربما يكون أفضل في مثل حالتك، ويمكن أن تبدأ بحبة كاملة ليلاً، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى نصف حبة لمدة ستة أشهرٍ أخرى .

بالنسبة للزاناكس (XANAX)، هو من الأدوية الجيدة من ناحية الفعالية، وتخفيف الأعراض، ولكن يُعاب عليه أنه تعودي وإدماني في بعض الحالات، كما أن فعاليته تقل بالاستمرار في تناوله لمدةٍ طويلة، مما يضطر الكثيرين لرفع الجرعة، وهنا تأتي المشكلة، وعليه أرجو محاولة التخلص منه بالتدريج.

ويمكنك أن تبدأ في دواءٍ آخر يعرف باسم فلونكسول (FLUANXOL) بجرعة نصف مليجرام صباحاً ومساء، ولا مانع أن تستمر على هذا الدواء لأي مدة، حيث أنه بسيط ومُفيد، وفعالٌ جداً في علاج القلق المرتبط بأعراض الجهاز الهضمي.

بجانب العلاج الدوائي يُنصح في مثل هذه الحالات بممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء، وكذلك التعبير عن الذات، خاصةً في الأمور التي لا ترضيك، وهذا ما يُعرف بالتفريغ النفسي.

نسأل الله لك الشفاء.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً