الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الأساليب الإيجابية والدوائية للتخلص من الأفكار التسلطية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أعاني من الوسواس القهري، مصحوباً برهاب اجتماعي منذ سنوات، فذهبت إلى طبيب وأعطاني دواء، ولم يصاحب هذا العلاج علاجاً سلوكياً، وتحسن الوسواس كثيراً، وتوقفت عن العلاج بعد انتهاء المدة، وهذا كان قبل سنوات، والوسواس لم ينته تماماً، لكن قل بدرجة كبيرة.

كنت راضياً جداً بهذا التحسن، وكانت الوساوس تدور حول الصلاة والصيام والوضوء وغيرها، ومنذ فترة أصبت بوساوس قبيحة، وهي الأفكار التسلطية، وهي مجرد فكرة أو صورة تقتحم عقلي رغماً عني، وفي بعض الأوقات تستمر لساعات.

كلما حاولت مقاومها تزداد، والأكثر مرارة منها الكآبة التي ترافقها، وقد قرأت في موقعكم عن تحقير هذه الأفكار، وأنها طريقة مفيدة، وقد نفعتني الطريقة، لكن ذكرتم أيضا أهمية العلاج الدوائي، فما هو العلاج المناسب لحالتي للقضاء على الأفكار التسلطية.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس القهري هو فكرة معينة، أو صورة تقتحم تفكير الشخص، وتتكرر بصورة مستمرة في اليوم الواحد، وقد يكون التكرار لعدة ساعات في اليوم، ولا يستطيع الشخص مقاومتها بالرغم من محاولة ذلك، وهذا يؤدي إلى القلق والتوتر.

أما الرهاب الاجتماعي فهو الإحساس بالقلق والتوتر في المناسبات العامة أو الاجتماعات التي تضم عددًا كبيرًا من الناس، أو الذهاب إلى المقاهي، أو الأكل في المطاعم أو الأماكن العامة أمام جمعٍ من الناس.

لا أدري ما هو الدواء الذي أعطاه لك الطبيب؟ ولكن على كل حال علاج الوسواس القهري والرهاب الاجتماعي يُستحسن أن يجمع بين علاج دوائي وعلاج نفسي في نفس الوقت، وقد جرَّبتَ – كما ذكرتَ – العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج السلوكي المعرفي مفيد جدًّا مع العلاج الدوائي، ويستحسن أن يكون تحت إشراف معالج نفسي متمكن، لأنه سوف يملِّكك مهارات معينة، ويعطيك واجبات منزلية لممارستها بين الجلسات، ثم متابعة ما يحدث بين الجلسات، وقد تحتاج من عشر إلى خمس عشرة جلسة حسب استجابتك للعلاج.

من الأدوية الفعالة لعلاج الوسواس القهري والرهاب الاجتماعي عقار الفافرين، فافرين خمسين مليجرامًا ليلاً بعد الأكل، ويستحسن أن تبدأ بنصف حبة لمدة أسبوع، ثم تزيد الجرعة إلى حبة كاملة بعد ذلك، وعادة يبدأ مفعوله بعد أسبوعين، ويتأتى منه نتائج إيجابية بعد شهرٍ ونصفٍ إلى شهرين، فيجب الانتظار حتى ذلك الوقت. إذا تمَّ زوال معظم هذه الأعراض فيمكنك الاستمرار على حبة واحدة، وإلَّا فيمكن زيادة الجرعة إلى حبة ونصف، ثم بعد أسبوعين آخرين ترفع الجرعة إلى حبتين كاملتين – أي مائة مليجرام – ويمكن تناولها مرة واحدة ليلاً، أو تناول حبة صباحًا وحبة مساءً. وبعد التحسُّن يجب الاستمرار في تناول الفافرين لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وعند التوقف من تناوله يجب أن يتم بالتدريج، بأن نخفِّض ربع الجرعة كل أسبوع، وبهذه الطريقة يتم التوقف عنه خلال شهرٍ، ويجب أن يكون ذلك متزامنًا مع العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج السلوكي المعرفي هي في الجلسات النفسية والتي يُحددها المعالج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً