الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من دوخة وصفير في الأذن بعد وضع كيس بلاستيك على رأسي

السؤال

السلام عليكم

قبل ثلاث سنوات قام أصدقائي بوضع كيس بلاستكي على رأسي، بقصد المزاح، وأحسست بدوخة وألم شديد استمر أياماً، وصفير في أذني، وبعد الثلاث السنوات صرت أعاني من مرض الوسواس القهري، وأحياناً أسمع كلاماً بشكل خاطئ.

ماذا أفعل؟ وهل يمكن أني تعرضت لنزيف داخلي وقتها؟ وهل أجري صورة على الرأس؟

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من نعم الله علينا أن خلقنا في أحسن تقويم، جمجمة الرأس هي عبارة عن غطاء من العظام الصلبة التي تحمي مخ الإنسان، لأن المخ هو المحرِّك لكل أعضاء الجسم، ولذلك عادةً لا يحصل نزيف في المخ إلا إذا كان هناك ارتطام بجسم صلبٍ يؤدي إلى كسر في الجمجمة، ومن ثمَّ نزيف في المخ، أو يؤدي إلى ضغط شديد على الجمجمة، وهذا لا يحدث عادةً إلا في حوادث السيارات أو الارتطام بجسم صلبٍ وارتطام قوي جدًّا.

أما بخصوص كيس البلاستيك وبالرغم من أنك لم تُوضِّح بصورة دقيقة كيف وضعوا الأصدقاء رأسك فيه، هل أدخلوا رأسك في هذا الكيس أم ماذا؟ لكن على أي حال: كيس البلاستيك طبعًا من الأشياء الخفيفة، ولا يُعتبر جسمًا صلبًا، وإن كان أُدخل رأسك كاملاً فيه، فإن حدث فعادةً يُفترض أن يكون حدث لك اختناق، لأنه يُعيق في التنفس، إذا أُدخل حتى الأنف أو الفم، وهذا يكون في زمانه تُحدث اختناقًا، فمن كل المعطيات التي ذكرتها لا أرجِّح على الإطلاق احتمال أن يكون حدث لك نزيف في المخ.

الشيء الآخر: من علامات نزيف المخ هو فقدان الوعي، فقدان الوعي بعد الحادث مباشرة، وحدوث علامات تدلُّ على حدوث نزيفٍ مثل شلل أو مشاكل حركية في جزء من أطراف الجسم، وهذا لم يحصل معك.

الشيء الواضح أنك إنسان تعاني من الوسواس، والشخص دائمًا عندما يعاني من الوسواس أحيانًا يوسوس في أشياء ليست فقط بسيطة حصلت في حياته، بل يوسوس أحيانًا بأشياء لم تحصل على الإطلاق وغير منطقية، ويبدأ في التفكير فيها باستمرار، وبمجرد التفكير يحدث القلق، وللتخلص من القلق يحاول الشخص أن يفعل أشياء تُقلل هذا القلق، وهذا ما حصل معك.

بدأت عندك أفكار وسواسية حول هذا الكيس البلاستيكي الذي وُضع على رأسك، وإن كان إمكانية أن يكون أحدث نزيفًا في المخ، وتكرار هذه الأفكار باستمرار عليك يعني أن هذا وسواس، ومحاولة التخلص من الوسواس لا تستطيع طرده، ولا يمكن مقاومته، ولتخفيف القلق الناتج عنه فإنك تحاول أن تقوم بعمل فحوصات – كما ذكرتَ – أو صور للرأس.

صدِّقني – أخي الكريم – حتى لو فعلت وقمت بهذه الفحوصات – وغير ذلك – فسوف ترتاح من القلق لفترة بسيطة، ومن ثم يرجع القلق مرة أخرى، فالمشكلة في الوسواس القهري، فعليك تجاهله، وعليك صرف النظر عنه بالتفكير في أشياء أخرى، التفكير في أشياء جميلة، فكِّر في لحظات جميلة قضيتها في حياتك، فكِّر في رحلة قمت بها، فكِّر في إجازة قضيتها كانت مؤنسة لك، كلما فكَّرت في أشياء جميلة كلما صرفت النظر عن هذا الوسواس، وهذه أنسب وأفضل وسيلة للتغلب على الأفكار الوسواسية.

كذلك يمكن مواجهة الوسواس بصورة أخرى، كلما يبدأ التفكير على هذا المنوال – بهذه الوساوس – فعليك أن تهتف بصوتٍ داخلي كأنك تخاطب الوسواس وكأنه شخص أمامك تنفعل في وجهه وتقول له: (قف، قف، قف)، وإذا لم تنجح هذه الطرق التي تقوم بها فأرجو أن تقوم بزيارة طبيب نفسي، وسوف يقوم بمساعدتك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً