الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي تعاني من حساسية في يدها، فهل سببها التعرض للشمس؟

السؤال

السلام عليكم..

أشكركم للرد على استشاراتي السابقة، وبإذن الله يكون هذا العمل في ميزان حسناتكم.

أختي تعاني من حساسية في يدها، وتظهر عند خروجها المستمر خارج البيت وتعرضها للشمس والأتربة أياما متتالية للدراسة، وهي طبعا ترتدي القفازات لأنها منتقبة، وهذه الحساسية تسبب لها حكة واحمرارا وألما، وأحيانا حبيبات صغيرة مليئة بالماء، وأريد أن أعرف لها علاجا سريعا، لهذا جربت بعض المراهم، مثل: كبتنوڤيت كريم، وفنيستيل جيل، لكنها لم تواظب عليها؛ لأنها لم تجد نتيجة سريعة، وأريد أن أعرف هل يمكن أن تستخدم كريما واقيا من الشمس، لأنه قد تكون الشمس سبب ما تعانيه؟ وما هو الواقي المناسب لحالتها؟ وهل هناك علاج سريع لهذه الحساسية؟ وما اسم هذه الحساسية؟ وما سببها؟ وكيفية الوقاية منها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتصور أن ما تعاني منه -أختك الكريمة- هو ما يعرف بأكزيما اليدين، وهناك أنواع متعددة من أكزيما اليدين, والنوع الذي تعاني منه هو نوع مزمن ومتكرر, بمعنى أنه قد يختفي أو يقل في بعض الأحيان, ثم يعاود الظهور مرة أخرى, ويختلف في شدة الإصابة من مجرد جفاف بسيط وتشققات، إلى التهاب حاد مصحوب باحمرار وحبوب بها حكة, أو فقاعات, أو إفرازات وقشور, وإذا لم يعالج جيدا فربما يكون مصحوبا بزيادة في سمك الجلد.

الأسباب الرئيسية للإصابة هي: الاستعداد الجيني عند الشخص, بالإضافة إلى التعرض للمواد المثيرة, أو المسببة للتحسس.

أنصحها بتجنب التعرض للماء بصورة مبالغ فيها, حيث إن وضع الأيدي في الماء لفترة طويلة ولمرات متعددة يؤدي إلى جفاف الجلد, وسهولة إصابته بالأكزيما عند التعرض للمثيرات المتعددة, ولابد أن تستخدم مرطبا باستمرار لتليين الجلد, وبالأخص بعد غسيل الأيدي, أو الاستحمام, أو الوضوء, وبعد التجفيف مباشرة, ويديها ما زالت رطبة حتى يحتفظ الجلد برطوبته.

النصيحة الأخرى المهمة هي: تجنب المواد المثيرة قدر المستطاع مثل: المنظفات, والمذيبات, واستخدام الأيدي واحتكاكها المستمر بالأشياء الخارجية مثل الحديد وغيره بدون حماية، مثل: ارتداء قفاز مناسب, ويمكنكم أيضا استخدام صابون مرطب لا توجد به مواد عطرية لغسيل الأيدي بدلا من الصابون العادي, على أن يتم ترطيب الجلد مباشرة بعد الغسيل باستخدام المرطبات كما ذكرت سابقا.

هناك نوع من الأكزيما التلامسية نتيجة التلامس مع بعض المواد قد تصيب الأيدي، مثل: التلامس مع الإسمنت, أو اللاتكس (الموجود بالقفازات)، أو النيكل (الساعات والحلى المعدنية)، وغيرها, وفي هذه الحالات لابد من الامتناع عن التلامس مع هذه الأشياء.

أخيرا، لا تقلقي، فيمكنكم السيطرة على المشكلة المذكورة باتباع التعليمات السابقة, ويمكنكم استخدام المستحضرات الطبية الموضعية والتي تحتوي على كورتيزون, وتوجد أنواع كثيرة ومتدرجة القوة من هذه المستحضرات, ويختار الطبيب النوع المناسب حسب شدة المرض, ولكن لابد أن لا تزيد مدة الاستخدام عن أسبوعين, ولابد من استخدام هذه المراهم أو الكريمات بصورة متقطعة وتحت الإشراف الطبي حتى نتجنب أي آثار جانبية -إن شاء الله-.

الأكزيما المرتبطة بالتعرض للشمس تظهر في الأماكن المعرضة لها باليدين، وهي الأجزاء الخارجية من الأيدي، وفي الغالب تكون الإصابة محددة بتلك الأماكن، وعلى هيئة حبيبات صغيرة، وتختفي سريعا مع العلاج وتجنب التعرض للشمس، وفي تلك الحالة تكون الوقاية من الشمس، واستخدام واقٍ مفيد بشكل كبير.

وفقك الله وجزاك عن أختك كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً