الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بحرن شديد جدا وكره لأصدقائي!

السؤال

السلام عليكم.

أشعر بحرن شديد جدا وكره لأصدقائي، ولا أريد أن أتذكرهم، وبعض الأماكن كلما تذكرتها شعرت بغثيان وخوف واكتئاب، ورغبة في البكاء، وأخشى من أكره أهلي وكل شيء.

ساعدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: طبعًا الحزن الشديد من أعراض الاكتئاب النفسي، وعادةً مريض الاكتئاب النفسي ينعزل عن الناس، ويحب الوحدة، ويحب الانزواء والانفراد بنفسه، والاكتئاب النفسي هو من أمراض المزاج، ولذلك عادةً يتغير مزاج الإنسان، وأحيانًا فعلاً يكره الإنسان بعض الناس كُرهًا شديدًا، ويكره بعض الأماكن التي قد ترتبط عنده بذكريات غير حميدة، وطبعًا الرغبة في البكاء من علامات الاكتئاب، وأحيانًا عدم القدرة على البكاء من أعراض الاكتئاب النفسي.

إذًا –يا أخي الكريم– ما تعاني منه فعلاً هو اكتئاب نفسي، ولذلك نصيحتي لك – طالما أن هذا الشيء مستمرًّا وتخاف أن يزيد سوءً ويؤثِّر في علاقتك مع أهلك– بمراجعة طبيب نفسي، ليقوم الطبيب بالاستفسار وأخذ تاريخ مرضي مفصّل، ومن ثمّ فحص الحالة العقلية، وفحص الحالة العقلية لا يتأتَّى إلا بالمقابلة الشخصية للطبيب، يمكن من خلال الرسائل والاستشارات إعطاء تاريخ مرضي، ولكن في نهاية الأمر الفحص الدقيق لا يتأتَّى إلا بالمقابلة المباشرة، ولذلك هذا ما أوصي به: أن تقابل طبيبًا نفسيًا للوصول للتشخيص الصحيح لحالتك، ثمَّ إعطائك العلاج.

وقد يكون العلاج علاجًا دوائيًا وعلاجًا نفسيًا، وعليك أيضًا بالمتابعة بعد ذلك، مهم جدًّا في العلاج النفسي المتابعة المستمرة مع الطبيب، لمراقبة سير المرض، وهل الأعراض اختفت أم لا، ومدى الاستجابة للعلاج، وأيضًا وجود أعراض جانبية أم لا من الدواء، والتدخل في حينه إمَّا بزيادة الجرعة أو تقليلها أو إعطاء دواء آخر حسب الحالة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً