الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تشويش في أذني يزعجني كثيرا، ولا أستطيع التركيز معه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 23 سنة، أعاني من تشويش في أذني اليسرى، فهو مزعج جداً، وأتناول العلاج منذ ستة أشهر، ذهبت إلى عدة دكاترة، فغالبيتهم قالوا لي: حاولي أن تتأقلمي معه، ولكني لا أستطيع التأقلم فهو مزعج.

أتمنى إكمال دراستي، ولكنني أخاف بسبب هذه الوشوشة أن لا أستطيع الإكمال، كارهة نفسي بسبب هذا التشويش، تعبت ولا أستطيع التركيز في أية حاجة، ولا أعمل شيئا، الغريب أني عندما ألف رأسي على الجهة اليسرى يختفي التشويش، وأيضا عندما أنام على ظهري، ولكن من غير المعقول البقاء طوال الوقت على تلك الحالة ولا مستلقية.

تعبت والله تعبت، عملت تخطيطا للأذن وكانت سليمة، أما عن الضغط فقد قال لي الدكتور: لا بد من مسح السالب في ضغط الأذن، لم أفهم قصده، ولكن بعدها قال لي حاولي أن تتأقلمي معه، ساعدوني الله يديم عليكم الصحة والعافية، ويرزقكم ما تتمنون.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أبرار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح من شكايتك بأن الطنين يتعلق بالوضعية، ولذا فهو بالتأكيد ليس طنينا حسيا عصبيا (وهو النوع غير القابل للعلاج)، وإنما هو طنين لسبب ما في الأذن الوسطى (ضغط سلبي فيها, أو ماء في الأذن الوسطى).

يجب التأكد من الحالة بالفحص المباشر للأذن الوسطى وبقياس الضغط فيها بجهاز خاص، وحسب ما ذكرت في استشارتك فقد شخص لك طبيبك وجود ضغط سلبي في الأذن ولكن للأسف لم يرشدك لطريق العلاج، وكلتا الحالتين المذكورتين في الأذن الوسطى تعالج أولا بتنفيذ مناورة فالسالفا لتخفيف الضغط عن الأذن الوسطى وهي كالتالي: إغلاق كلا فتحتي الأنف باليد وثم ضغط الهواء بزفير قسري صعودا من الصدر باتجاه البلعوم فالأنف (وليس الفم) وللاستمرار بالضغط حتى يتراكم ضغط كافي لفتح نفير أوستاشيوس (الأنبوب الواصل بين الأذن الوسطى وبين البلعوم الأنفي)، وعبر هذا الأنبوب يمر الهواء قسريا نحو الأذن الوسطى، وهكذا يتم تعديل الضغط بداخلها ويتحرر غشاء الطبل من الشد المطبق عليه نحو داخل الأذن الوسطى بسبب الضغط السلبي الذي بداخلها، يجب تكرار هذه الحركة كل عشرين دقيقة وبشكل مستمر لعدة أيام حتى تمام الشفاء بالنسبة للأذن الوسطى.

كما أن هناك علاجا دوائيا تحت الإشراف الطبي، من مضادات الاحتقان وبخاخات الأنف المضادة للاحتقان، وقد يلزم إعطاء الكورتيزون عن طريق الفم لمدة محدودة تصل لأسبوعين بالتزامن مع إجراء مناورة فالسالفا التي ذكرتها.

هناك حالات من الطنين الذي يتغير بحسب وضعية الرقبة وهو ما يكون سببه تضيقا في الشرايين الرقبية الصاعدة للرأس، وعليه وللتأكد من وجود هذا السبب أم لا، علينا بإجراء إيكو دوبلر للرقبة لهذه الشريين والأوردة.

وعلاج هذه الحالة في حال وجودها بالجراحة حصرا، ولو أنني أرجح السبب المتعلق بالأذن الوسطى؛ حيث أنه من المثبت لديك وجود ضغط سلبي فيها بحسب التخطيط المجرى لك.

مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً