الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتناول أدوية للهلع والضغط لدي مرتفع!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أعاني من نوبات هلع منذ عام 2007، وقبل 4 سنوات -أي في عام 2013- وصف لي الطبيب دواء سبرام، وتحسنت حالتي جدا، ولكن من قبل شهرين -أي منذ شهر ذي القعدة- وأنا أشعر بأنني أتعب كثيرا، أميل للنوم الكثير، عضلاتي تؤلمني، متوتر غالبا، أشعر بالراحة وأنا في المنزل، وأحيانا تشتد الحالة حتى وأنا في المنزل، لا أميل إلى العزلة، ولكن لا أشعر أحيانا بالراحة وأنا مع الأصدقاء، علما بأني أتناول (حبة ونصف من السبرام) وأثناء شهر رمضان وجد طبيب الأسرة أن ضغطي مرتفع، فصرف لي دواءً لضغط الدم ( ACETAB 25 ) حبة واحدة صباحا، و(املو كارد) مساءً حبة واحدة، وأيضا دواءً للكولسترول حبة واحدة.

فهل القلق والتعب بسبب أدوية الضغط، أم بسبب أن السبرام فقد مفعوله ويجب رفع الجرعة، أو أقوم بتغيير السبرام إلى السبراليكس؟

عمري 30 سنة، الوزن 102، الطول 173، أمشي أحيانا 30 دقيقة على الأقل 3 مرات في الأسبوع، وجميع الفحوصات السابقة سليمة، وصورة الدم سليمة، ولا يوجد سكر ولا شيء آخر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

الـ (سبرام) دواء لا بأس به، لكن قطعًا الـ (استالوبرام) أفضل وأكثر سلامة، فالذي أراه هو أن تنتقل من السبرام إلى السبرالكس/استالوبرام، هذا بدون أي نقاش أو تردد، لأن السبرالكس بالفعل أفضل، كما أنه لا يتفاعل مع الأدوية الأخرى بصورة سلبية، خاصة أنك تتناول أدوية لتنظيم ضغط الدم.

فيا أخي الكريم: انتقل لتناول السبرالكس، وليس هنالك ما يُزعج حول الانتقال من السبرام إلى السبرالكس، لأن الدواءين قريبان لدرجة كبيرة، وإن كان السبرالكس أفضل كما قلتُ لك.

أوقف نصف الحبة من السبرام، وتناول نصف حبة من السبرالكس (5 مليجرام) يوميًا، استمر على هذه الجرعة –أي 5 مليجرام من السبرالكس– يوميًا لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك أوقف النصف حبة الأخرى من السبرام، وارفع السبرالكس إلى 10 مليجرام، هذه جرعة وسطية، استمر عليها، وإذا أحسستَ بنفعها وتحسَّنتْ حالتك فاستمر على هذا المنوال، وإن لم تحسَّ بتحسُّنٍ فيمكن أن ترفع السبرالكس إلى 20 مليجرام يوميًا، وحين تتحسَّن حالتك بصورة ممتازة خفِّض الجرعة مرة أخرى وانتقل إلى الجرعة الوقائية، وهي 10 مليجرام يوميًا.

بجانب ذلك أعتقد أنك محتاج بالفعل إلى أن تمارس الرياضة، نصف ساعة (30 دقيقة) على الأقل 3 مرات في الأسبوع ليست كافية، يجب أن تكون ساعة على الأقل، أو 30 دقيقة يوميًا، هذا أفضل –أخي الكريم– كما أنه يجب أن تضع هدفًا واضحًا وبيِّنًا لتخفيض وزنك، أنت الآن وزنك 102 كيلوجرام، فيا أخي الكريم: يجب أن تخفض الوزن، مثلاً تُخفض 3 كيلو جرام كل شهر، وهذا ليس بالصعب أبدًا، حتى تصل إلى وزنٍ معقول.

وعش حياة صحيَّة بصفة عامَّة: ترتيب الغذاء، ممارسة الرياضة – كما ذكرنا – النوم الليلي المبكر، تجنب النوم النهاري، هذا كله سوف يُساعدك كثيرًا، وفي ذات الوقت تنشيط الصِلاتِ الاجتماعية وتأصيلها، والحرص على أداء الصلاة في المسجد، هذا يُدعم الإنسان كثيرًا من الناحية النفسية والمعنوية، وأن تكون شخصًا ماهرًا في عملك ومُجيدًا له، وتسعى دائمًا نحو التطور، هذا أيضًا يُساعدك ولا شك في ذلك.

ضغط الدم يجب أن يُراقب، وكذلك مستوى الكولسترول في الدم، وهذه الأشياء أصبح الآن علاجها سهلاً جدًا لمن يلتزم ويُتابع مع الطبيب ويتبع الإرشادات الطبية، وأحسبُ أنك إن شاء الله تعالى من هؤلاء.

كل الأعراض من تعبٍ وكثرة نومٍ -إن شاء الله- سوف تزول وتنتهي، فهذه كلها مرتبطة بالعُسْر المزاجي، وكنوع من التحوط والاحتياط أرجو أن تفحص مستوى فيتامين (ب12) ومستوى فيتامين (د)، وكذلك هرمون الغدة الدرقية، هذه الأمور نقصها أو زيادة إفرازها كثيرًا ما تكون مرتبطة بالشعور بالتكاسل والإجهاد وكثرة النوم، وأقصد بذلك ضعف إفراز الغدة الدرقية، أو نقص فيتامين (د)، أو نقص فيتامين (ب12)، وإن وُجد شيء من هذا، فتعويضه سهل جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً