الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجهضت مرتين وأجهل السبب الرئيسي لذلك!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أود أن أشكركم على ما تقدمونه من نصائح وحلول، نفع الله بكم الإسلام، وجزاكم الله خيرا.

مشكلتي الأولى تتعلق في الإجهاض، ومشكلتي الثانية تتعلق في علاقتي مع أخوات زوجي.

تجربتي مع الإجهاض صعبة ومهلكة، وأتمنى من الله أن يأجرني في مصيبتي، ويخلف لي خيرا منها، أنا امرأة تزوجت في سن متأخرة، 34 سنة، وحملت في الشهر الثاني من الزواج، وكانت فرحتي لا توصف، وظل الحمل يسير بطريقة طبيعية، وكل زياراتي لمتابعة الحمل كانت جيدة، وفي بداية الشهر الخامس بدأت أشعر بالألم يمتد من ظهري إلى البطن، وسألت الطبيبة وطمأنتني بأن الأمور طبيعية جدا ؛ لأن الجنين يكبر والرحم كذلك.

بعد أربعة أيام تطور الألم وأصبح لا يطاق، يأتي كل خمس دقائق ثم يذهب، ثم نزل مني سائل يميل إلى اللون البني، ذهبت للمستشفى وبقيت في صالة الانتظار حتى بدأت أنزف دما، وحينما دخلت أخبرتني الطبيبة بأن الجنين في صحة جيدة، لكن جسمي دفعه إلى الخارج، والرحم مفتوح قليلا، وفي مثل حالتي لا يمكنهم سوى توليدي بطلق طبيعي، ومات الجنين أثناء الولادة، على الرغم من صحته الجيدة في الأسبوع 20 من الحمل، أجريت عملية التنظيف، واتفقت مع زوجي على العزل بعد العملية بشهر.

قدر الله لي الحمل مرة أخرى، وحمدت ربي كثيرا، ومرت الشهور وكل شيء بخير، وفي الأسبوع 16.3 انفجر كيس الماء كله، وحينما ذهبت إلى المستشفى أخبروني أن الجنين بخير لكنه لن يعيش دون السائل الأمنيوسي، صدمت وزوجي كذلك.

بعد فترة أجريت عدة تحاليل، وأخبرني الطبيب أن كل شيء جيد وسليم، ورجح سبب الإجهاض هو نقص فيتامين (د) بشكل شديد، ونسبة الفيتامين لدي 7.3، ويجب ربط الرحم في الحمل المقبل، هل هذه المعلومات صحيحة؟ وهل سبب الإجهاض نقص الفيتامين؟ وهل هناك أمل في الإنجاب رغم كبر سني؟

مشكلتي الثانية: بسبب عدم تصديق زوجي لي، فعندما أخبره بظلم أخواته لي، رغم كل ما أقدمه لهم، ورغم معاملتي الجيدة لهم، إلا أنني لا أجد منهم سوى سوء الظن، فما نصيحتكم؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرد لك الشكر بمثله, ونسأل الله -عز وجل- أن يعوضك بكل خير, وأن يجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة.

بالنسبة للإجهاض, فإن نقص فيتامين (د) لا يسبب الإجهاض المتكرر بهذا الشكل, لكن بالطبع يجب علاج النقص في هذا الفيتامين، وأي نقص في أي فيتامين آخر قبل حدوث الحمل.

إن ما يحدث عندك يعتبر حالة هامة, ويجب محاولة معرفة السبب إن أمكن ذلك قبل حدوث حمل جديد, فعلى الرغم من أن عامل العمر يرفع من احتمالات الإجهاض, إلا أنه يجب نفي الأسباب المرضية الأخرى التي قد تؤدي إلى تكرر الإجهاض في مثل هذا الوقت من الحمل, ومنها على سبيل المثال: وجود تشوه في الرحم، الرحم ذات القرنين, الرحم القلبية, الحاجز الرحمي, قصور عنق الرحم، أو وجود اضطراب هرموني كخلل الغدة الدرقية, أو أمراض المناعة الذاتية، أو اضطرابات تخثر الدم, أو غير ذلك، لذلك يجب عمل بعض الاستقصاءات الأساسية قبل حدوث حمل جديد وهي:
-CBC- BLOOD FILM
-TORCH
-ANA-LA-ACA
-TSH
-PT-PTT-PROTIEN C-S
-HCS CULTURE، وهي تحليل لعينة من من باطن عنق الرحم للزراعة.
-HSG، وهي تصوير ظليل للرحم والأنابيب.
- تنظير لجوف الرحم والحوض.

إذا تبين بأن النتائج طبيعية, ولم يتبين سبب الإجهاض, فننصح بتناول أسبرين الأطفال مع حبوب تسمى بريدنيزون يوميا, وذلك فور حدوث الحمل, مع عمل ربط لعنق الرحم عند بلوغ الحمل 14 أسبوعا, وتناول مضاد حيوي واسع بشكل وقائي عند عمل الربط.

هذا سيكون نوعا من الأخذ بالأسباب, ويبقى الدعاء والتوكل على الله هو الأساس, فهو جل وعلا خير الحافظين وأكرم الرازقين.

نسأله عز وجل أن يرزقك بما تقر به عينك قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب مارييي

    بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء(صاحبة الإستشارة)في الحقيقة أنا أيضا لم أقتنع بجواب الدكتور أن الأجهاضات المتكررة التي مررت بها كانت بسبب نقص فيتامين(د)!!؟؟
    لذلك سوف أوافيكم قريبا بنتائج التحاليل التي طلبتموها مني!!!والله المستعان.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً