الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب المذاكرة وتوتر الاختبارات أنتف حواجبي.. فكيف أتخلص من هذه العادة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أكتب لكم آملةً أن توجهوني بالطريقة الصحيحة، علماً بأني لا أستطيع إخبار أحد، ولا مراجعة أخصائية، أو طبيبة نفسية.

كنت أعاني من نتف الشعر منذ بلوغي، حيث بدأت بتنتيف شعر يدي، فشعرت بألم، ثم تحول الشعور إلى لذة، وفي مرحلة الثاني المتوسط بدأت أنتف شعر حاجبي الأسود الكثيف بشكل بسيط، وفي المرحلة الثانوية، ازدادت حالتي سوءًا، كنت أنتف شعر الحواجب بلذة، وبلا وعي، حتى أنظر إلى وجهي في المرآة، وأرى الفراغات.

بدأت أكره نفسي حتى تخرجت، حاولت جاهدة طيل تلك السنوات أن أتوقف عن هذه الحركة، فكنت أقرأ كتب الإصرار والعزيمة، وأقلم أظافري، وأربط رأسي وأغطي حاجبي، وأدّعي أني أشعر بصداع كلما سألني أحد عن سبب تصرفاتي، وكنت أضرب على يدي، وأبكي بحرقة، ثم أعود لعادتي.

في الإجازة 3 أشهر توقفت عن نتف حواجبي، إلى أن عدت للجامعة، ومع الاختبارات والتوتر، عدت لنتف الحواجب، فكرهت المذاكرة، والاجتهاد، والدراسة، وكل ما يدور حولها، ناهيك عمّا تعرضت له في حياتي الشخصية من تحرشات جنسية، وضغوطات نفسية، وهذه سنتي الثانية في الجامعة.

قررت أن أتناول دواء فافرين بناءً على مدحكم له، فأرشدوني لاستعماله، والجرعة المناسبة لحالتي.

وجزيتم خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ h f alfahad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخت الكريمة: نتف الشعر سواء كان شعر الحاجب أو اليد أو الرأس - وهو الأكثر شيوعًا - يُعتبر نوعًا من أنواع اضطرابات الوسواس القهري الاضطراري، ويكثر عند البنات والنساء بصورة خاصة، وفي حياتي العملية عالجتُ كثيرًا من البنات من هذه المشكلة، والحمدُ لله لجأتِ أنتِ إلى أساليب سلوكية، عادةً ننصح بها الذين يُعانون من هذا الشيء، واستطعتِ أن تتغلبي عليه لفترة من الوقت، وأنتِ مُحقَّة في أن الوسواس القهري يختفي أحيانًا بواسطة العلاج أو بدون العلاج، ثم يظهر عند التعرُّض لضغوطٍ نفسية، أو وُجود أحداث معينة في حياة الشخص، مثل الجامعة وما يُصاحبها من ضغطٍ أكاديمي وتغيير في البيئة التعليمية للشخص.

طبعًا ما تعرَّضتِ له في صغرك قد يكون سببًا من الأسباب، ولكنَّه ليس السبب المباشر، وهذا المرض يأتي لمن تعرضوا لمثل ما تعرَّضت له، ويأتي للذين لا يتعرضون للتحرُّش الجنسي أو مشاكل في حياتهم.

لا بأس من محاولة العلاجات السلوكية مرة أخرى التي ذكرتها، ويُستحسن دائمًا لبس قفَّازين (جاونتي) باليدين بصورة مستمرة، حتى يُقلل من نتفك لشعر اليدين.

الفافرين دواء مفيد جدًّا في علاج الوسواس القهري الاضطراري، ويأتي في شكل أقراص خمسين مليجرامًا، ولكن نبدأ بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، حتى تُقلل من الآثار الجانبية التي عادةً تكون في الأسبوعين الأولين، وهي تتمثل في: آلام في المعدة وغثيان في أكثرها، وسوف يبدأ الدواء في العمل بعد أسبوعين وتختفي معظم الأعراض بعد مرور ستة أسابيع إلى شهرين، ثم بعد ذلك عليك مواصلة العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يتم التوقف عن الدواء بخفض ربع الجرعة كل أسبوع.

والجرعة عادةً المناسبة هي الجرعة التي تزول معها الأعراض، معظم الناس يستجيبون لخمسين مليجرامًا، هذه هي الجرعة المثالية، ولكن بعض الناس يحتاجون لجرعة أكبر، ولذلك بعد مرور شهرين إذا تمَّ تحسُّنًا جزئيًا فيمكنك زيادة الجرعة إلى خمسة وسبعين مليجرامًا، ثم بعد أسبوعين آخرين يمكن رفعها إلى مائة مليجرام، أما إذا تحسَّنتِ في خلال شهرين على خمسين مليجرامًا فيجب عليك الاستمرار على هذه الجرعة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية لينا

    سبحان الله كأنك تتكلمين عني

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً