الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يعاني ابني من التهاب الحنجرة المتكرر، فهل من علاج نهائي له؟

السؤال

السلام عليكم

كثيرا ما يعاني ابني من التهاب في الحنجرة، وتسبب له كحة ناشفة، وهو على هذا الحال منذ 3 أشهر، يأخذ الأدوية ويتحسن ثم تعود الحالة كما كانت.

علما أنه يأخذ مضادات حيوية وأدوية، فما الحل؟ وماذا نفعل لتحسين مناعته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Amr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التهاب الحنجرة أو ما يدعى الكروب هو التهاب في الحبال الصوتية، ناتج عن التهاب فيروسي، ويصيب الأعمار من 3 إلى 6 سنوات، ويستمر 4 إلى 5 ليال، وهو يظهر خاصة في الليل، وقد يتطور بشكل تدريجي، أو يظهر مفاجئا بصحو الطفل ليلا على الحرارة مع هذا السعال الجاف النباحي، مع صوت صرير أثناء الشهيق، (أي أثناء أخذ الهواء لداخل الصدر).

من المهم تمييز الحالات الخطيرة من غير الخطيرة، فالعلامات التي توحي بالخطر (وليس الرعب)، هي الطفل المتأزم والذي لا يهتم بأي لعبة، ولا يبتسم، ويتنفس بصعوبة، ولا يستطيع الاستلقاء أو النوم, يسحب النفس بصعوبة مع صوت الصرير الذي ذكرته، وهذا الصرير يزداد مع البكاء والتهيج العصبي لدى الطفل، ويتحسن التنفس عندما يهدأ الطفل، مع بقاء الصرير (صوت الصفير أثناء الشهيق), وفي الحالات الأشد قد يصبح الطفل شاحبا، ولا يتمكن الطفل من الكلام أو البكاء من شدة الضيق التنفسي، أو أن يصبح التنفس مجهدا أكثر، حيث يصارع الطفل للحصول على الهواء، ويخرج اللعاب من فمه بسبب صعوبة البلع، ففي هذه الحالات يجب العلاج فورا في الإسعاف التخصصي بالأطفال.

وأما العلامات المطمئنة: فهي كون الحالة العامة للطفل حسنة، والطفل يلعب ويبتسم، وينظر حوله ويتكلم, وقد يوجد السعال النباحي، ولكن بدون الصرير، أي أن الصوت يحدث أثناء الشهيق، أي أن الطفل يتنفس بدون صعوبة، ويكون قادرا على الاستلقاء والنوم بدون صعوبة، والحاجة للاستيقاظ بشكل متكرر للتنفس، فمن الضروري الإسراع بالمعالجة في الحالات الخطيرة، والحفاظ على مجرى التنفس.

ويكون العلاج: أولا: بتهدئة الطفل؛ فالهدوء كما ذكرنا يساعده على التنفس بشكل أفضل, كما يعالج بالبخار البارد، أو بوضع الطفل في الحمام، مع فتح الماء الساخن ليمتلئ الحمام بالبخار، والبقاء لمدة حوالي عشر دقائق.

ويمكن استخدام الأجهزة التي تعطي البخار البارد، بحيث يتنفس الطفل ضمن البخار أو بالأجهزة التي تعطي البخار الحار، وإنما في هذه الحالة يتنفس البخار عن بعد من الجهاز لكي لا يحترق وجهه.

وبعد أن يرتاح الطفل نبقي جهاز البخار يعمل في الغرفة لبقية الليلة, وتعطى خافضات الحرارة كالباراسيتامول أو البروفين، ويجب مراقبته لبقية الليلة، والنوم بجانبه خوفا من حدوث نوبة أخرى.

المضادات الحيوية لا تفيد في هذه الحالة؛ لأنه التهاب فيروسي في الحنجرة والطرق التنفسية، فالأمر لا يتعلق بالمناعة، وبكل الأحوال فالتغذية الصحية التي تحتوي البروتينات والنشويات والخضار والفواكه، مع التعرض للهواء النظيف والشمس يوميا، كلها تحسن المناعة بشكل ممتاز.

ويمكنك استخدام الفيتامينات المتنوعة الخاصة بالأطفال في كل الأحوال كتغذية داعمة، فهي لن تمنع تكرر الحالة، والمرض يخف تدريجيا حتى عمر ال 6 سنوات.

مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً