الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بأنني مصابة بالاكتئاب، وأريد الخروج من البيت بسعادة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتبت كثيرا بهذا الموقع، وأشكركم دائما على ردودكم على مواضيعي.

أنا فتاة، حالتي دائما تتغير بين فترة وأخرى، بداية كنت أعاني صعوبة في البلع، وتقلصات في المعدة، تجاهلتها، ذهبت إلى دكتور المعدة، وقال لي: أنني أعاني من القولون، وأعطاني دواء لتهيج القولون ومضادا للحموضة، وكبسولات تساعد على الهضم، ولكن دون جدوى.

ذهبت إلى دكتور آخر، ولدي صعوبة في البلع لدرجة أنني آكل الأشياء المهروسة، ولا شيء نفنعني، فذهبت إلى دكتور آخر، وهو أجنبي الجنسية، نصحني بعمل منظار، مع العلم أني أحيانا لا يأتيني المغص، وكنت في هذه الفترة بحالة قلق شديد، لخوفي من سرطان المريء، حتى أنني أصبحت لا أنام، وكنت خائفة من المنظار، حتى جاء يوم المنظار، وكانت نتيجته سليمة 100٪‏، وكذلك نتائج الدم والفيتامينات والغدة، عدا فتامين د، كان به قصور حاد، حيث وصل إلى 12.

أجريت سونار للمرارة، وكانت نتيجته سليمة، ولم يتضح سوى بعض الرمل في الكلى، ونصحني الطبيب بشرب الماء بكثرة، وصعوبة البلع زالت مع الوقت، لكنني الآن أشعر بشبع شديد، وكآبة شديدة أحيانا، قد يكون ذلك بسبب جلوسي في البيت منذ مدة طويلة، حيث أنني لم أقبل في الجامعة، لكنني عندما كنت في سفري لإحدى المدن، كانت الأعراض تلازمني.

أصبحت الآن آكل بكميات أكثر من السابق، حتى وإن كنت في حالة شبع، ولا أشعر برغبة شديدة في الأكل، لكنني آكل خوف الإصابة بالأمراض، لدرجة أنني أشعر أنني أكلت طعاماً دسماً لا ينهضم حتى مع الأدوية المساعدة للهضم، كما أن لون البراز طبيعي، لكنني أعاني من أصوات في البطن وغثيان بعض الأحيان، شربت البابونج، وأخذت الملينات، وإذا كنت مسافرة بالسيارة أكون صائمة خوفاً من الغثيان، ولا أخرج من البيت خوفاً من ألم البطن، كرهت حياتي بهذه الأعراض التي أتتني فجأة، وأكد لي أهلي أنها حالة نفسية وتزول مع الوقت، ولكن مضى شهرين ولم أشعر بتحسن، غير تلاشي صعوبة البلع، وأصبحت آكل بكميات قليلة، فهل يوجد حلا لحالتي دون أدوية؟

أشعر بأنني مصابة بالاكتئاب، وأريد الخروج من البيت بسعادة، دون أن أشعر بألم البطن، أشك بإصابتي بالقولون، ولكن لم أعمل له تحاليل حتى الآن، كما أعاني من ضعف التركيز، وتأخر الدورة الشهرية منذ أسبوعين، فما أسباب ذلك كله؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لا يمكن الشفاء من الأمراض إلا بزيارة الأطباء المختصين، والبحث عن سبل الشفاء، ولا يمكن الشفاء إلا من خلال الاقتناع أن هناك مشكلة، وأن البحث عنها وعلاجها أول طريق الشفاء، -وكما قلنا لكِ سابقا-: أن مرض فقدان الشهية العصبي يصيب الفتيات في سن مبكرة، وقد يظل معهن إلى مدة أطول إذا لم يتم تداركه.

وهو مرض ينقسم في أعراضه إلى قسمين الأول: عضوي ويشمل نقص الوزن والنحافة، والشعور بالتعب والإرهاق والأرق، أو ضطراب النوم، والشعور بالدوار أو الدوخة، وزرقة الأصابع في بعض الأحيان، وسقوط الشعر، مع وجود بعض الشعر في الجسم، والإمساك، وجفاف وصفرة الجلد، وعدم القدرة على تحمل البرد، وألم العظام، واضطراب الدورة الشهرية، وتأخرها عن موعدها.

ومن الأعراض النفسية: رفض الطعام بحجة صعوبة البلع، ورفض فكرة الجوع والخوف في البداية من زيادة الوزن، والبرود العاطفي، والقلق، والحالة المزاجية السيئة، والاكتئاب، والميول الانتحارية، والتفكير في الموت.

طبعا جزءً كبيراً من هذه الأعراض له علاقة بسوء التغذية، والنقص الشديد في العناصر الغذائية المختلفة، والجزء الآخر مرتبط ببعض الخلل في هرمونات السعادة الموجودة في المخ (سيروتينين ودوبامين)، ويتم العلاج من خلال زيارة طبيب استشاري نفسي، رغم أنك استنكرت تلك الفرضية من قبل، وكأن الحالة المزاجية السيئة، أو فقدان الشهية العصبي أمر مخجل، وأمر يدعو للعار، والحقيقة يا -ابنتي- أنك تحتاجين إلى مساعدة نفسك أولا، وإلى دعم الأسرة ثانيا، وعدم تركك إلى عامل الوقت لكي يتم الشفاء، وإلى الاستعانة بمن لديه خبرة في تلك الأمراض بالتحليل النفسي، وتناول العلاج المناسب، وبرنامج غذائي يساعد في تناول العناصر الغذائية الضرورية، وقد يصل الأمر إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج، ونحن هنا فقط نفتح الأبواب المغلقة، وقد يكون رأينا صواباً، وقد يكون خطأ، فقط عليك الاستعانة بكل ما قد يفيدك، والاستعانة بالله قبل كل شيء، ونتمنى لك الصحة والعافية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً