الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس وأكرر الشيء مرات كثيرة بسبب الشك

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة بعمر 17 سنة، كنت أعاني وأنا في سن صغيرة من بعض العادات، مثل أني كنت أتأكد من إغلاق (البوتجاز)، وكنت أعود مرة تلو الأخرى، وأحياناً باب البيت كذلك أتأكد إن كان أغلقه أبي أم لا؟!

لا أعرف وقتها أنها أفكار من الشيطان، ولم تقل لي أمي شيئاً، وكانت تراه كنوع من الحرص، ثم بعدها على ما أتذكر جاءني وسواس في خروج الريح في الصلاة، حتى إني كنت أعيد الصلاة 3 مرات، ولم أكن أعلم في حينها أنه وسواس، وبعدها رجعت طبيعية، ثم منذ سنة عانيت من بعض الأعراض التي سأذكرها، لأنها عادت ولكن بشدة هذه المرة.

أكره الأصوات بشكل كبير في الصلاة، ولا أستطيع أن أقرأ بعض الآيات المحددة، كالذي يحلم بكابوس ولا يستطيع الكلام، وأشعر أن هناك شيئاً في حلقي يمنع صوتي من الخروج، وأعيد الآيات كثيراً، أصلي الفجر في نصف ساعة، وأقضي في صلاة المغرب والعشاء أحياناً ساعتين.

أسلم من الصلاة أحياناً إذا سمعت صوتاً ما، يوترني كثيراً، حتى إني عندما أدخل في الصلاة أشعر بالقلق والضغط، وأحياناً أتنفس قبل أن أقرأ الآيات، وأصبحت أقضي في الصلوات وقتاً كثيراً.

أرجوكم أفيدوني، فلم أعد أحتمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ موج البحر الثائر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابنتي العزيزة منذ البداية كان عندك أعراض وسواس نفسي، ولكنه كان بسيطًا ولم يؤثر عليك، وبعدها أصابك أيضاً نوع من الوسواس المتوسط، وطبيعة الوسواس هو أحياناً بدون علاج، يخف وتقل الأعراض، وقد تزيد الأعراض عند حدوث أحداث حياتية معينة.

عندك وسواس قهري اضطراري (كامل الدسم)، وأثر على حياتك، وبالذات في الصلاة، كونك تستغرقين ساعات طويلة في الصلاة، فمعنى هذا أن الوسواس أصبح مرضياً، وواحدة من قياس مدى تأثير الوسواس على الشخص هو المدة التي يقضيها، استجابة لتلك الوساوس أو تأثير الوسواس على حياته العملية، على حياته الاجتماعية، على حياته العائلية أو تسبب كدرا أو ضيقا للشخص المعين، وكل هذه الأشياء اجتمعت عندك.

الوسواس القهري الاضطراري هو مرض معروف وعنده علاج، وعلاجه إما أن يكون علاجاً دوائياً أو نفسياً سلوكياً معرفياً، والأفضل أن يكون هناك جمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي.

هناك أدوية كثيرة جداً تفيد في علاج الوسواس القهري، وطالما أنك بعمر 17 سنة، فأفيد دواء لك هو الفلوكستين أو البروزاك، ومعروف أنه في هذا السن يأتي بمفعول أفضل، ابدئي بكبسولة 20 مليجرام بعد الإفطار واستمري عليها، وسوف يبدأ التحسن بعد أن يبدأ عمل هذا الدواء بعد أسبوعين، ويبدأ التحسن بعد مرور شهر ونصف إلى شهرين.

عليك بالاستمرار في الدواء لفترة لا تقل عن 6 شهور حتى تختفي هذه الأعراض نهائياً، وبعد مرور شهرين إذا كان هناك تحسن جزئي فيمكنك زيادة الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، والاستمرار عليها كما ذكرت لفترة لا تقل عن 6 شهور، ويمكن أن تمتد إلى 9 أشهر، ويعتمد ذلك على الاستجابة الكاملة أو الجزئية للدواء واختفاء أعراض الوسواس القهري.

العلاج السلوكي المعرفي مهم في حالتك، وهو ما يعرف بمنع الاستجابة، منع الاستجابة للوسواس أي مهما حصل يجب عدم إطالة الصلاة لهذه الفترة، ويمكن من الأشياء المفيدة في هذه الفترة أن تحاولي أن تصلي مع شخص ما في المنزل، وحتى متى سلم هذا الشخص وأنهى صلاته أن تسلمي وتقومي من الصلاة، وهذا يقلل كثيراً من الوسواس، هذه من الطرق العملية، ويمكن بالتعاون مع معالج نفسي أو يوضح طرقاً كثيرة جداً، سلوكية معرفية لمساعدتك من تقليل هذه الوساوس مع العلاج الدوائي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً