الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة التبول ما سببها؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 25 سنة، منذ مدة ليست بالقريبة وأنا أعاني من كثرة التبول، وخصوصا في الليل، في الفترة الأخيرة أصبحت أعاني منها بشكل مزعج جدا، ومنذ يومين أو ثلاثة أصبحت أعاني أيضا من صداع شديد، وألم خلف العينين وسيلان العيون عند التعرض للهواء، وسخونة شديدة في اليدين، مع حمى خفيفة، وشعور دائم بالتعب والإرهاق.

أجريت فحصا لسكر الدم العشوائي، وكانت النتيجة 110، كما أذكر أني قبل عدة سنوات أجريت فحوصات الغدة الدرقية، وقال لي الطبيب بأنه ليس فيها شيء غير طبيعي، فما الممكن أن يكون السبب؟ علما بأني لا أعاني من أي أمراض مزمنة -والحمد لله-، ولا أتناول أي أدوية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المهم فحص البول للتأكد من عدم وجود التهاب في المسالك البولية؛ لأن الالتهاب قد يؤدي إلى كثرة التبول، مع ضرورة فحص الدم للسكر الصائم مرتين متتاليتين، والمفروض ألا يزيد مستوى السكر الصائم عن 126 مج، وألا يزيد مستوى السكر العشوائي عن 200 مج لتشخيص السكر.

وإذا تم التأكد من عدم وجود سكر من خلال فحص السكر الصائم FBS لمرتين، مع عدم وجود التهاب في المسالك البولية، ومع ضبط كمية المشروبات الغازية والمشروبات الساخنة المحلاة، والعصائر التي يتم تناولها ليلا، والتي تؤدي إلى التبول كثيرا في الليل، فإن السبب يرجع إلى وجود اضطراب هرموني آخر يؤدي إلى حالة مرضية تسمى: diabetes insipidus ، وفيها يشعر المريض بالعطش الشديد، مع شرب كميات كبيرة من الماء، والتردد على دورة المياه لمزيد من التبول، يصاحب ذلك اضطراب في النوم، وارتفاع في درجة الحرارة، وقيء، ونوبات من الإسهال، وتأخر النمو، وفقدان الوزن.

ويتم التحكم في سوائل الجسم في الكلى عن طريق هرمون مضاد لإدرار البول يسمى: Antidiuretic hormone ADH، والوظيفة الرئيسية لهذا الهرمون هي إعادة امتصاص الماء في الكلى أثناء تكوين البول؛ وبذلك يمنع الفقد الزائد من الماء.

وانخفاض مستوى الهرمون المضاد للإدرار يؤدي ذلك إلى فقد كمية كبيرة من البول المخفف، والبول في هذه الحالة يشبه الماء، ويرتفع الصوديوم ليس بسبب زيادة كميته في الدم، ولكن بسبب النقص الشديد في الماء، وهذا الهرمون يفرز من الفص الخلفي من الغدة النخامية، وهو مسؤول عن تنظيم الماء في الجسم، وهو يعمل في الكلى، ونقص هذا الهرمون يؤدي إلى نزول البول بشكل كبير، وبالتالي يشعر المريض بالرغبة الدائمة في شرب الماء مع التبول الكثير.

وسبب ذلك المرض إما يعود لمشكلة في الغدة النخامية، ويسمى المرض في تلك الحالة: Central diabetes insipidus، وعلاج تلك الحالة من خلال تناول حبوب Desmopressin، مع متابعة حالة الغدة النخامية، أو يعود السبب إلى مشكلة في الكلى، ويسمى في تلك الحالة: Nephrogenic diabetes insipidus ومن المهم متابعة الحالة مع استشاري باطنة وغدد لعمل بعض الفحوصات مثل: تحليل بول عادي، وقياس نسبة الهرمون الذي يمنع إدرار البول anti-diuretic hormone (ADH)، مع عمل أشعة الرنين المغناطيسي للغدة النخامية الموجودة أسفل المخ.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً