الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لاحظت أن قدراتي العقلية ضعفت وأصوات الغازات تحرجني!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي مشكلتان منذ فترة، وأتمنى أنكم تفيدوني.

خلال -تقريباً- الثلاث السنوات الماضية بدأت ألاحظ أن قدرتي على الفهم وعلى الحفظ والتركيز ضعفت بدرجة مخيفة جداً، فمثلاً إذا جئت لأقرأ كتاباً أنسى آخر قطعة قرأتها، أو حتى بعض الأحيان آخر كلمة قرأتها! وفي المذاكرة أقضي ثلاثة أضعاف الوقت الذي يقضيه زملائي لكي أفهم أو أحفظ نفس حفظهم وفهمهم، وأصبح صعباً علي الفهم والحفظ والتركيز بدرجة غريبة جداً!

أيضاً خلال آخر سنتين ونصف بدأت أعاني من القولون العصبي، والقولون في بداياته كان صعباً ومتعباً ويؤلم, لكن بعد انقضاء تقريباً نصف سنة أصبحت فقط أعاني بشكل مؤذي من أصوات القولون، وأصبحت عندي مشكلة، وهي أني دائماً أحتاج للذهاب إلى دورة المياه -أعزكم الله-، أعاني منها دائماً في أوقات الجامعة، والاختبارات تصبح قضية مؤرقة, ولكي أخفف من الأصوات أصبحت قبل كل "كلاس" أو اختبار أذهب إلى دورة المياه، وبعدها آكل أي شيء لكي تكون بطني ممتلئة، وأتناول نيو كاربون مرة إلى مرتين في اليوم؛ لكي تكون بطني فارغة وعندما أذهب إلى الجامعة، فإني أجد أصوات الغازات لا تتوقف، وهذا شيء يجلب لي التوتر وعدم الراحة، خاصة أن رمضان قادم، ولا أعرف كيف أتعامل مع الوضع في أيام الدوام!

علماً أني أمارس الرياضة بشكل يومي تقريباً، وأكلي يميل إلى الصحي, وأنا لا أدخن ولا أقرب الأطعمة التي أعاني من حساسية منها.

أصبحت هاتان المشكلتين عائقاً لي في حياتي وترهقني نفسياً. أتمنى أن تجدوا لي الحل، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاستيعاب والمذاكرة والتحصيل الجيد يحتاج إلى بدن سليم معافى، وإلى تدريب صحيح على الطرق المناسبة للفهم والحفظ.

ولسلامة البدن من المهم فحص صورة الدم CBC، وفحص فيتامين د، وفيتامين B12، وتناول العلاج والمقويات حسب نتيجة التحليل، وفي حال تعذر الفحص؛ يمكنك أخذ حقنة فيتامين د جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعياً لمدة 16 أسبوعاً، ولا مانع من أخذ حقن مغذية للأعصاب مثل: neurobion يوماً بعد يوم عدد 6 حقن، ولا مانع من تكرارها مرة أخرى، مع تناول مقويات للدم كبسولة واحدة يومياً، وهي كثيرة ومتنوعة، مع تناول أقراص الكالسيوم 300 مج مرتين يومياً لمدة شهرين.

ومسألة الشرود الذهني والنسيان: تحتاج إلى تنظيم الغذاء، وتناول أطعمة تحتوي على مواد مضادة للأكسدة، مثل الفواكه السوداء، وعصائر البرتقال، والليمون الطازج، التي تحتوي على فيتامين C، بالإضافة إلى تناول كبسولات اوميجا 3، والإكثار من تناول أسماك السردين والماكريل والسالمون التي تحتوي على اوميجا 3، مع تناول الحبوب مثل الشوفان الغني بفيتامين ب المركب.

وليس هناك ما يسمى بالذاكرة الضعيفة والذاكرة القوية، ولكن هناك تدريب للذاكرة على الحفظ والفهم بوسائل عدة، منها: التكرار مع ربط ما ندرسه بمواقف وتوقيتات ورموز يمكن التدرب عليها، وعلى سبيل المثال: لتذكر أسباب موضوع معين؛ يمكن تكوين كلمة من الحروف الأولى في بداية تلك الأسباب، وعن طريق تذكر حروف تلك الكلمة يمكن تذكر بداية السطور والجمل، وهكذا.

وهناك تمارين لتقوية الذاكرة والحفظ يتدرب عليها الحفاظ، وهي التكرار، بمعنى تكرار الآية الواحدة 20 إلى 25 مرة متوالية؛ حتى يمكن إدخال الآية من الذاكرة المؤقتة Short Term Memory إلى الذاكرة المستديمة Remote memory والدليل على ذلك أن فاتحة الكتاب لا يمكن أن ننساها ونحن نكررها 17 مرة في الفرائض غير السنن، ولكن السور والآيات حديثة الحفظ يمكن نسيانها بسرعة ما لم نكررها كثيراً.

وبالإضافة إلى التكرار والقراءة الكثيرة؛ هناك تدريبات يمكن القيام بها لتقوية الذاكرة، مثل التركيز على صورة معينة، ومحاولة معرفة كل تفاصيلها، مثل أشكالها وألوانها وظلالها، وبعد ذلك أبعد الصورة من أمامك، وحاول تذكر كل التفاصيل التي شاهدتها في الصورة قبل ذلك، مع إعادة ذلك التمرين عدة مرات؛ فهو تمرين جيد.

وهناك تمرن آخر وهو عملية العد العكسي من رقم 100 الى 1 وكلما تم الاختبار بسرعة كلما كان أفضل لتقوية الذاكرة، وهناك أيضا العمليات الحسابية الشفوية من الجمع والطرح والضرب والقسمة وبشكل سريع، وكلما أسرعت في الإجابة على تلك العمليات الحسابية كلما تم تقوية الذاكرة.

أما القولون والغازات؛ فهو أمر متعلق بحالة التوتر التي تعيش فيها، بالإضافة إلى ربما نوعية الطعام الذي تتناوله، والمفروض أن يحتوي على المزيد من الألياف والسوائل، مثل الخضروات الطازجة والسلطات، وزيت الزيتون والخضروات المطبوخة، والخبز الأسمر، وشوربة الشوفان، وتلبينة الشعيرالمطحون والمغلي في الماء أو الحليب، والقمح النابت (جنين القمح) وهذه الأطعمة تحتوي على كثير من الألياف والسوائل الضرورية للقولون؛ وبالتالي يخرج البراز أو الغائط ليناً، وتقل تبعا لذلك كمية الغازات الخارجة والمتكونة من تخمر الطعام، ويمكنك تناول حبوب الخميرة؛ لأنها تحتوي على الكثير من الخمائر التي تساعد في الهضم وتساعد في فتح الشهية للطعام

ولعلاج غازات البطن والشعور بالانتفاخ؛ يمكنك تناول مشروب ساخن مكون من مطحون الكمون والشمر، والينسون والكراوية، والهيل وإكليل الجبل، والقرفة والنعناع، أو إضافته كتوابل إلى السلطات والخضار المطبوخ مع زيت الزيتون، ومن المفيد جدا تناول عصير اللحاء الموجود في أوراق نبات الصبار؛ من خلال خفقه في الخلاط مع بعض الليمون وبعض أوراق النعناع الطازج؛ للتخلص من الإمساك والانتفاخ والغازات.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً