الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفيدوني عن عقار باروكستين وجرعته!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا للدكتور/ محمد عبد العليم على رحابة صدره، وعلى مساندته للجميع، كما أشكر موقع إسلام ويب على هذه الخدمة، والتي تغنينا عن البحث وأخذ المعلومات الخاطئة من مواقع البحث المنتشرة.

لدي عدة أسئلة للدكتور، وأرجو أن يتسع صدره للإجابة عليها كما عودنا دائما.

- ما هو نصف عمر الباروكستين؟ وهل هناك فرق في الأسماء التجارية له؟ لأن بعض الأسماء التجارية أرخص من المنتج الأساسي، مثلا: عقار (باكسل)، جرعة عشرين مل تقريبا بـ 75 دولار، بينما (باروكسات)، جرعة 20 مل لا يتعدى 20 دولاراً، وجميعهم تحت (باروكستين)، فهل يختلف نصف عمر الدواء؟

- لماذا تعود الأعراض الجانبية عند رفع الجرعة، بينما الدواء في جسم الإنسان منذ فترة؟ وهل الأعراض الجانبية تكون أقصر عند رفع الجرعة، أم أنها تعود للمربع الأول؟

- هل نتائج الدواء تظهر بشكل تدريجي -أي أن التحسن يكون بالتدريج- أم أنه يكون بشكل مفاجئ؟ ومتى يبدأ الشعور بالتحسن؟ ومتى يقف التحسن؟

- هل جرعة 30 مل كافية، أم يجب أن نتبع الغلاف في علبة الدواء -أي 40 مل- كما هو مكتوب، وأنها الجرعة العلاجية لمرض معين؟

شكرا لك -يا دكتور- وبارك الله فيك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك –أخي– على كلماتك الطيبة، وأسأل الله تعالى العافية للجميع، وأسأله تعالى أن ينفع بنا.

العمر النصفي للباروكستين حوالي ثلاثين ساعة، والباروكستين هو الاسم العلمي، والزيروكسات هو الاسم التجاري المعتمد، والذي تبنَّته الشركة المنتجة للدواء، أي الشركة التي كانت تملك حق براءة الاختراع للدواء، لكن يُعرف أن الأدوية بعد عشر سنوات من إنتاجها لا تستطيع الشركة احتكارها، وأصبحت الآن المقدرات العملية عالية جدًّا، بحيث شركات أدوية كثيرة جدًّا تستطيع أن تُصنِّع النواة أو التركيبة الأساسية للدواء.

أخي الكريم: الفرق في الأسعار فعلاً كبير وكبير جدًّا، قطعًا الدواء الأصلي (الأم) ضوابط الإنتاج والمراقبة عليه عالية جدًّا، وفي ذات الوقت شركات الأدوية الكبيرة تُبالغ أيضًا في تسعيرة الأدوية، والمنتجات التي تنتجها شركات الأخرى لنفس الدواء أيضًا جيدة جدًّا، ومعظم الدول لديها ضوابط، بحيث إن الأدوية المنتجة تُفتَّشُ وتُراقبُ وتُفحص.

فأستطيع أن أقول لك: إن معظم المنتجات التجارية الموجودة لا تقلُّ فعاليتها أبدًا عن ثمانين بالمائة من فعالية الدواء الأصلي، وهذا أمرٌ جيد، لأن وجود هذه الأدوية وبأسعارٍ أقلَّ سهَّل على كثيرٍ من الناس أمر العلاج، وحين نقول إن نسبة الفعالية لا تقل عن ثمانين بالمائة أعتقد أن هذه نسبة عالية جدًّا، وتُفيد معظم الناس.

الأسماء التجارية كثيرة، وكثيرة جدًّا، ولا يوجد أي اختلاف في النصف العمري للدواء أبدًا، الدواء هو نفس الدواء، فقط طريقة التغليف، وربما بعض الإضافات في بعض المواد البسيطة هي التي تُقلل قليلاً من الفعالية.

الأعراض الجانبية بالفعل تزداد حين تُرفع الجرعة، وهذا أمرٌ منطقي، لأن الدواء يتم استقلابه أو تمثيله أيضيًا –كما يُقال– وهذا يجعل التأثير الجانبي للدواء موجودا وواضحا جدًّا، والدواء أيضًا قد يصل مستواه ويرتفع لدرجة أن تكون الأعراض سُمّيَّة وليست جانبية فقط.

الأعراض الجانبية تظهر أكثر عند بداية العلاج، وعند رفع الجرعة، بعد ذلك تقل وتختفي عند كثير من الناس، وهنالك تفاوت بين الناس، لأن قدرة الكبد على التعامل مع الأدوية تختلف من إنسانٍ إلى إنسان، وهذا كله يعتمد على التركيبة الجينية والوراثية للإنسان. أتمنى أن أكون قد أوضحت هذه النقطة.

التحسُّن دائمًا يكون تدريجيًا، هذا أمرٌ ملاحظ، وبعض الأدوية آثارها الجانبية هي التي تؤدي إلى بعض التحسُّن في بداية الأمر، وهذا أمرٌ غريبٌ بعض الشيء، مثلاً بعض الأدوية لها الصفات التي تُحسِّنُ النوم، ولا يكون الهدف منها –أي الهدف العلاجي– تحسين النوم، لكن هذا قد يكون أثرًا جانبيًا قد يُشعر صاحب القلق أو التوتر أو الاكتئاب مثلاً بشيءٍ من الراحة، لكنّ الأثر الحقيقي للدواء لا يظهر قبل أسبوعين.

جرعة الثلاثين مليجرامًا جرعة كافية وجرعة ممتازة، وذلك حسب حالتك، وكما تعرف -أيها الفاضل الكريم- في حالة الوساوس القهرية يجب ألا تقل الجرعة عن أربعين مليجرامًا يوميًا، وكما تفضلت فالجرعات تتباين من حالةٍ إلى أخرى، وجرعة الأربعين مليجرامًا الموصوفة غالبًا يكون قُصد به الوساوس القهرية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بهذه التوجيهات والإرشادات والعلاج الدوائي، وأرجو الأخذ بها، ونشكرك على المساهمة في إثراء استشارات الشبكة الإسلامية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً