الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب البعد عن والدي أصبت بالاكتئاب والقلق، فكيف أتخلص منهما؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيكم، وفي هذا الموقع، ونفع بكم الأمة الإسلامية.

أنا فتاة عمري 25 سنة، عانيت قبل فترة من اكتئاب حاد، وتم تشخيص حالتي عند طبيب آخر بنوبات هلع واكتئاب، وأخذت أنافرانيل 25، لمدة خمس سنوات، مدة دراستي الجامعية، حيث درست في بلد وأهلي في بلد آخر.

في بداية العلاج تعبت، وأخذت علاجا آخر -لا أذكر اسمه-، ومع الاستمرار على الأنافرانيل ارتحت جدا، أحيانا أترك العلاج وأرجع له مع ضغوط الاختبارات، وبعدي عن والدي يصيبني بألم في البطن وأرق وقلق، وأرجع للعلاج.

بعد التخرج بفترة تركت الأنافرانيل، وذلك منذ سبعة أشهر، لكن قبل الدورة يصيبني اكتئاب وأرق يمنعني من النوم، علما أن نومي خفيف عادة، وأعاني من كثرة الغازات والتعب من أقل مجهود، وعند الجوع لا أستطيع التركيز، ودائما لدي شد في الرقبة.

أرجو منكم الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التوفرانيل 25 مليجرام جرعة صغيرة جداً ومعقولة، وكونك تحسنت عليها هذه فائدة عظيمة، وجرعة 25 مليجرام يومياً أحياناً تعطى للأطفال الذين يشكون من سلس البول اللاإرادي أو التبول الليلي اللاإرادي، فهي جرعة صغيرة والتوفرانيل نفسه كدواء من أقدم مضادات الاكتئاب التي اكتشفت، ولكن ظل طيلة هذه السنوات محتفظا بقوته العلمية، وما زال يعطى لكثير من الأمراض، وآثاره الجانبية قليلة كما قلت، ولا يسبب الإدمان، ويمكن التوقف عنه بعد أن يأخذه الشخص لفترة طويلة، وكونك توقفت عنه بعد 5 سنوات فهذا يثبت ذلك.

أما ما تشكين منه الآن فهو يسمى بأعراض التوتر ما قبل الدورة، وهو مرض معروف وشائع وسط كثير من النساء، واختلف الأطباء في تفسيره، هل هو مرض نفسي؟ أما له علاقة بالهرمونات التي تحدث عند النساء، وجربت طرق كثيرة لعلاجه، ولكن لم يتفق على طريقة واحدة لعلاجه، لكن المهم في موضوعك الآن هل هذا التوتر كان يحدث منذ فترة طويلة، وعندما كنت تستعملين التوفرانيل لم يكن موجودا، أي أن التوفرانيل كان سبباً في اختفاء هذا التوتر، فحينها يكون جزء من مشكلتك النفسية العامة، وليس توتر ما قبل الدورة المعروف، وهو مرض قائم بذاته.

وهذا يعني أن المشكلة موجودة، ولكن الدورة هي سبب لظهور هذه الأعراض في هذه الحالة، نصيحتي لك بالاستمرار على التوفرانيل، إذا كان التوفرانيل علاجاً لهذا التوتر الذي يحصل معك قبل الدورة، من قبل وأيام الدراسة، فما عليك إلا الاستمرار على هذه الجرعة؛ لأن كما ذكرت لك أن هذه الجرعة معقولة، وليس لها مضاعفات تذكر، ولا تسبب الإدمان.

أما إذا كان توتر ما قبل الدورة الذي معك شيء جديد، وليس له علاقة بالتوتر ونوبات الهلع القديمة التي كانت معك، فأرى أن تعرضي نفسك أما على طبيب للنساء، أو على طبيب نفسي؛ لمحاولة مساعدتك في توتر ما قبل الدورة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً