الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت الجامعة كالكابوس بسبب ما أعانيه من تفكير وقلق!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب جامعي عمري 20 سنة، أعاني من القلق والتفكير بشكل دائم، والوسواس أحياناً، كأن أفكر بكلام أحد أصدقائي لي وإن كان مازحاً، وأستمر في التفكير طويلاً، وأيضا دائما أفكر بالأمراض وأخاف منها، ومن مشاكل القلق والاضطراب التي أعاني منها أثناء المحاضرات الجامعية والاختبارات أيضاً، أو عند مقابلة أناس جدد، أو دخول شوارع جديدة في المدينة (كأنه كره لتغير الروتين)، حيث أعاني من ارتفاع نبض القلب، والغثيان، والإحساس بالرغبة في التبول، أو الحاجة لدخول الحمام بشكل عام، مع غصة بالحلق (صعوبة في البلع)، وعندما أخرج من الامتحان أو القاعة لا أشعر بألرغبة في التقيؤ، أو الذهاب للحمام.

راجعت جميع أطباء العضوية فلم يتضح أي نوع الأمراض الخطيرة، فرجحت أن تلك الأعراض سببها القولون العصبي، لأنني مصاب به، وأخذت علاجا يسمى (poxiduim)، ولكن دون جدوى.

أصبحت الجامعة بالنسبة لي كالكابوس، أحاول التغيب دائما والبقاء في المنزل، وعدم التحرك من غرفتي، وأصبحت أكره الجلوس خارج المنزل لفترات طويلة، وأبتعد عن الأماكن المكتظة، وأفضل الخروج ليلا من بعد 11 مساءً، لكي لا أشعر بوجود الناس.

حياتي متعثرة منذ سنتين، فما تفسيركم لمشكلتي؟ فهل من علاج لا يسبب الإدمان؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

حالتك -إن شاء الله- بسيطة -أيها الابن الفاضل-، فأنت تعاني مما يسمى بقلق المخاوف ذي الطابع الوسواسي، هذا التفكير وهذه التأويلات التي تسيطر عليك هي ذات طابع وسواسي، والأعراض النفسوجسدية التي تحدثت عنها مثل: ارتفاع نبض القلب والغثيان، والإحساس بالحاجة للتبول، كل هذه الأعراض وما ذكرته لاحقاً دليل على وجود القلق الزائد، وانشغالك بتفسيرات وتأويلات وسواسية -كما ذكرت لك-.

القولون العصبي أو العصابي مرتبط بهذه الحالات، وهو ليس السبب فيها إنما هو ناتج منها، أي أن القلق والتوتر هو الذي يؤدي إلى انقباضات في عضلات القولون، وهذا يؤدي إلى الشعور بأعراض ما يسمى بقولون العصبي، وقطعاً حين تزداد أعراض القولون العصبي يتولد المزيد من القلق ومن التوتر والوسوسة، فإذاً هي نوع من الحلقة المفرغة.

أيها -الفاضل الكريم- هذه الحالات تعالج من خلال التجاهل التام، هذا مهم جداً، لا بد للإنسان أن يتجاهل مثل هذه الأعراض؛ فالتجاهل يساعد في اختفائها، والقيام بإجراءات بسيطة جداً لتنظيم نمط حياتك، مثل: أن تمارس الرياضة، وأن تمارس بعض التمارين الاسترخائية، أن تحسن إدارة وقتك، أن تنام نوماً ليلياً مبكراً، أن تحرص على صلاتك في وقتها، وأذكار الصباح والمساء، تلاوة شيء من القرآن، وأن يكون لك خطط جيدة لتحصيل الدراسي، وأن ترفه عن نفسك بما هو جميل -كما ذكرت- كالرياضة، مثل ممارسة كرة القدم مثلاً؛ إذاً: لديك -إن شاء الله تعالى- طرق علاجية ممتازة، إذا طبقتها سوف تستفيد منها تماماً.

لا تستسلم أبداً للقلق، وحقر الخوف والوسواس، القلق لا نستسلم له، الخوف لا نستجيب له، الوسواس نحقره ونتجاهله ولا نناقشه؛ لأن تحليله والإسراف في ذلك يزيد منه، أما التجاهل والتحقير فهو يوصد الباب أمام الوسوسة والخوف، وأنا أرى أيضاً إذا تناولت أحد الأدوية البسيطة المضادة للمخاوف سوف يساعدك كثيراً، فجرعة صغيرة من عقار سيرترالين، والذي يسمى الاسترال، أو عقار باروكستين والذي يسمى زيروكسات سيكون مفيداً جداً، مدة العلاج من 3 إلى 6 أشهر، ويمكنك أن تذهب وتقابل الطبيب.

أما بالنسبة للدواء الذي تناولته للقولون فهو مهدىء، ويساعد في إزالة القلق، لكن قطعاً من الأدوية الضعيفة، طبق ما ذكرته لك وإن شاء الله تعالى سوف تكون على خير.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً