الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنجبت طفلاً وصار ينام بقربي وصرت أخشى عليه، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنجبت طفلي الأول، وبعد 3 أشهر من إنجابه انفصلت عن زوجي لأسباب عديدة، وعندما أكمل طفلي عامين رجعت إلى زوجي، وأتممنا السنة والنصف وطفلي انتهى من الثلاث سنوات، ويمضي في الرابعة.

لا أستطيع الانفصال مطلقاً عن طفلي، فهو ينام بقربي ويضمني، ولا أستطيع النوم بعيداً عنه.

أخشى عليه من كل شيء، وبرغم من أن شخصيته قوية إلا أنني لا أتركه لوحده أبداً مع أطفال آخرين، وإذا حصل له مكروه أكون شديدة الانفعال.

أفتقده سريعاً وأخاف عليه، وأبكي كالأطفال عندما يذهب عن المنزل لأي سبب، وأحاول أن أخفي ذلك عن الجميع لأني أعتبره سلوكاً غير سوي،
وأحتاجه طوال الوقت بجانبي! ما الحل؟ وكيف أنفصل عنه؟ خصوصاً أنه في عمر المدرسة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sumayah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا على هذا الموقع، وعلى الكتابة إلينا بما تشعرين به نحو طفلك، أعانك الله وخفف عنك.

من الواضح أنك شديدة التعلق بطفلك هذا، والغالب أن لهذا علاقة قوية بفترة الانفصال بينك وبين زوجك، والغالب أن طفلك هذا كان ملجأك ومصدر تصبيرك على صعوبة هذا الافتراق لسنة ونصف تقريبا، والآن أنت تخافين الافتراق عنه، ولهذا تجدين نفسك شديدة التعلق به، ولهذه الدرجة المبالغ فيها.

دعيني أقول لك: أن هذه المشكلة ليست مشكلة طفلك، وإنما هي مشكلتك أنتِ، وقد وردت جملة في رسالتك تعبّر عن هذا أفضل تعبير، عندما قلتِ "أحتاجه طوال الوقت قربي" فإذا أنت التي تحتاجينه، وليس هو.

ولا شك أن الحلّ إنما هو من عندك، وليس من عنده، وربما ما يمكن أن يعينك على الخروج من هذا الحال أن تعلمي أن تعلقك الشديد بهذا الشكل بطفلك سيضره كثيرا في مستقبل أيامه، فمما سيحتاجه بعد بعض الوقت هو الانفصال العاطفي عنك، وتعلقه أكثر بأبيه وتماهيه معه، ومن ثم تعلقه بأصدقائه خارج الأسرة، وتعلقك به بهذا الشـكل سيعيق انطلاقه الطبيعي هذا، والذي سيحصل في وقت من الأوقات، وقد لا يكون بعيدا.

سألت في نهاية سؤالك عن كيفية "الانفصال عنه" وفي الحقيقة نحن لا نريدك أن تنفصلي عنه، وإنما أن تخففي قليلا من تعلقك الشديد به، وهناك أمور عملية يمكنك القيام بها لتحقيق هذا، وسأذكر هنا ثلاثة أمور:

- اعملي ومن اليوم على نقله لغرفة نوم أخرى قريبة من غرفتك، ففي مثل هذا العمل المفروض أن يستطيع النوم بنفسه، نعم ربما الأمر صعب عليك في البداية، إلا أنه سيسهل مع الوقت، بعون الله.

- حاولي أن تنمّي بعض الهوايات الخاصة بك، مما يمكن أن يشغل بالك قليلا بعيدا عن حاجتك العاطفية لطفلك والتعلق به.

وثالثاً، اعملي عن التعويض عن العلاقة العاطفية بطفلك بنقلها للعلاقة العاطفية بزوجك، وبذلك تلبي حاجتك العاطفية، وحاجة زوجك، ويرتاح طفلك من تعلقك الشديد به.

وفقك الله، وحفظ طفلكم وأسرتكم من كل سوء، ومتعكم بالصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً