الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب بالحمل ولكني أعاني من التهاب فطري!

السؤال

السلام عليكم..

أنا امرأة، عمري 30سنة، متزوجة منذ ثلاث سنوات، قبل سنة ونصف حصل لي إجهاض في الأسبوع التاسع، وذلك بعد الانفصال الجزئي في المشيمة، حيث أخذت مثبتات، ولكن للأسف سقط الجنين، بعدها بسنة حاولت أن أحمل مجددا، ولكن لم يحصل حمل إلى الآن.

وقد كنت في السنة الماضية عانيت من وخز كالإبر في المهبل، وكأنها ضربات سكين عند شدتها، وتصاحبها إفرازات صفراء ليست لها رائحة، ولا تصاحبها حكة فقط، وقد راجعت طبيبة نسائية شخصت الحالة على أنها التهاب فطري، ووصفت لي بويضات مهبلية gynopivaril مدة 12يوما، ولكن لم أشعر بتحسن، بعدها راجعت طبيبة أخرى، والتي طلبت مني عمل مزرعة بما فيها الكلامديا، وكذلك تحليل بول -أعزكم الله- وقد كانت النتائج سليمة، ولم تصف لي دواء، غير أنها شخصت الحالة على أنها تشنجات نتيجة التوتر والانفعال، ووصفت لي كبسولات مغنسيوم مدة شهرين، إلا أنني لم أشعر بتحسن، وقد خفت هذه الأعراض في فصل الصيف، لكنها عاودتني مجددا عندما برد الطقس، وقد قمت قبل شهر ونصف بمراجعة طبيب آخر، والذي وصف لي مضادا حيويا aclav ثلاث مرات يوميا لمدة 8 أيام، ومضادا للفطريات nocand 200 g كبسولة أسبوعيا لمدة شهر، وبويضات مهبلية gyno-dermofix واحدة أسبوعيا لمدة شهر، وغسولا مهبليا neutrosept ph 7.0 لمدة 20 يوما كل ليلة، وعندما سألته عن الحمل قال لي: إن أموري طبيعية، وليس هناك مانع، والآن بعد انتهائي من العلاج لا زلت أحس بالوخز، ولكن ليس بنفس الوتيرة ولا الحدة، والإفرازات ألاحظها خصوصا في منتصف الدورة، أي أيام الإباضة، فهل تنصحوني بمراجعة طبيب آخر، أم أقوم بعمل مزرعة مرة أخرى، أم أن ما يحصل معي شيء عادي؟ وهل له تأثير على الحمل؟

ولكم جزيل الشكر والامتنان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عوضك الله بكل خير، وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة.

إن حدوث الإجهاض لمرة واحدة فقط يعتبر أمرا شائعا جدا، خاصة في الحمل الأول, وحدوثه لمرة واحدة لا يرفع من نسبة الإجهاض في الحمل الثاني بإذن الله تعالى.

وحسب ما فهمت من رسالتك، فإن محاولة الحمل عندك قد بدأت منذ ستة أشهر, فإن كان فهمي هذا صحيحا، فأقول لك: إن هذه الفترة ليست كافية للقول بوجود تأخر في الحمل, لأن نسبة حدوث الحمل في كل شهر ليست عالية, فهي لا تتجاوز نسبة ال 20٪ في أحسن الظروف, لكنها نسبة تراكمية, أي أنها تزداد (ولا تتضاعف) شهرا بعد شهر، لتصبح بعد سنة في حدود 85٪ وهذه نسبة عالية –كما ترين-، ويجب الاستفادة منها, قبل البدء بعمل الاستقصاءات المجهدة والمكلفة.

وإذا كانت الدورة الشهرية عندك منتظمة، فأنصحك الآن بالتركيز على فترة الإخصاب من الدورة, وهي الفترة بين يومي 11-18 من كل دورة، ويجب أن يحدث الجماع خلالها بتواتر من 36-48 ساعة, فهذا يعطي أعلى نسبة لحدوث الحمل بإذن الله تعالى.

بالنسبة للإفرازات المهبلية الصفراء: فإذا كانت تنزل في فترة التبويض فقط, فيمكن اعتبارها طبيعية, أما إذا كانت مستمرة طوال الشهر، فقد تكون مؤشرا على وجود التهاب خفي لا يظهر بالزراعة, ينشط في بعض الظروف فقط, مثلا: عندما تضعف مناعة جدران المهبل وتتوسف خلاياه أو تنسلخ طبقاته, ويمكنك استخدام كريم مهبلي يسمى كلينداميسين عيار 2٪ مرة واحدة في اليوم مدة شهر, ويمكنك وضعه في الصباح حتى لا يؤثر على الجماع, كما يمكنك استخدام تحاميل مهبلية تسمى هيدروكورتيزون عيار 25 ملغ ثلاث مرات في الأسبوع لمدة شهر, وأطمئنك بأن هذا النوع من الإفرازات أو الالتهاب لا يمنع حدوث الحمل بإذن الله تعالى, فلا داعي للقلق من هذه الناحية.

أسأل الله عز وجل أن يمتعك بثوب الصحة ولعافية دائما, وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً