الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأعراض التي أشعر بأنها تدل على اختلال الأنية، فهل هي كذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 18 سنة، في طفولتي كنت أعاني من الوساوس، ولم أعش السعادة أبدا، وكنت أغار من الجميع، ولا أعلم لماذا؟! فأنا طيبة جداً وأحب الجميع، وأشعر أني مختلفة عن الناس، وكثيرة الشكوك في مشاعر الآخرين نحوي، لا يوجد لدي تقدير لذاتي، لأني كلما فعلت شيئا أشعر بالملل والاكتئاب، وأهلي اعتمدوا علي في كل شيء؛ لذلك لم يشعروا أني مريضة.

في رمضان الماضي أصبت بوسواس الموت، استمر لمدة أسبوعين، وبعدها شعرت أن من حولي غير حقيقيين، والحياة عبارة عن حلم، بعدها شعرت أني تغيرت، ولا أعرف من أنا، وعندما أسمع اسمي أستغرب، وأصبحت لا أتحمل الإضاءة، فحالتي تزداد في الإضاءة العالية، وأشعر أني مشتتة وغير سعيدة، أصبحت كثيرة التفكير بأفكار غريبة جداً، أصبحت أكره نفسي، ولا أثق فيها، أشعر أن الماضي حلم، وأحس بالبلادة الشديدة نحو كل شيء حتى صلاتي.

أخاف أن أكون أصبت بمس أو فصام، صرت أتكلم بكلام غير مناسب، ولا أستطيع التحكم في نفسي، أراقب ذاتي بشكل جنوني، أراقب تصرفات الناس وأحللها، وهذا الشيء يزعجني جداً، في بعض الأحيان لساني يكون ثقيلا، وعندما يموت أحد اكتئب وأخاف جداً، وأشعر بحزن شديد.

أهلي يرونني طبيعية، وقد قرأت عن حالتي ووجدت أنها اختلال الأنية، لكن الذي يقلقني الشعور بسرعة مضي الوقت، والذي أعلمه أن المصاب باختلال الأنية يشعر بتوقف الوقت.

ما العلاج بالنسبة لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بما في نفسك وفي حياتك، أعانك الله وخفف عنك هذه المعاناة.

نعم بعض الأمور التي وردت في سؤالك طبيعية تماما، وخاصة عند فتاة في سنك، كبعض الصعوبات مع بعض الصديقات، والشعور ببعض الغيرة، وكونك تحبين أن تكوني آفضل من الآخرين، نعم الكثير من هذا طبيعي عند كثير من الناس ولا يشير لشيء مرضيّ.

ولكن هناك بعض الأمور غير الطبيعية، والتي تتطلب التحري الطبي لمعرفة ما هي، ومنها مثلا بعض ما وصفت من شعورك بما أسميته "اختلال الأنيّة"، وبأن الأحداث غير حقيقية وعبارة عن حلم، وكذلك تحسسك للإضاءة الشديدة، وتشتت التركيز والانتباه، وثقل اللسان.

ولذلك أنصحك أولا بمراجعة طبيب عام أو طبيبة، ليأخذ القصة كاملة، ويقوم بالفحص العام وربما إجراء بعض فحوص الدم لاستبعاد أي آفة عضوية، ومنها على سبيل المثال تخطيط الدماغ الكهربائي كما ذكرت لاستبعاد بعض حالات الصرع الخفيف، والذي لا يصل إلى الاختلاج وفقدان الوعي، وإنما يمكن أن يفسر بعض هذه الأعراض.

وإذا تبين أنه موجود، فعلاجه سهل في هذه الأيام من خلال أحد الأدوية الخاصة، وإذا لم يجد شيئا، فقد يكون الأمر مجرد حالة نفسية، إما لها علاقة بالتوتر وضغوط الحياة، وخاصة أن أسرتك تعتمد عليك، أو بسبب حالة نفسية أخرى كالاكتئاب مثلا أو غيره، لا شك أن الطبيب ينصح بالخطوة التالية المطلوبة.

وفقك الله وكتب لك الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً