الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الارتباك والتعرق في أبسط المواقف الحياتية، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أعاني من الاكتئاب والشعور بالملل، وعدم القدرة على السعادة، وتركت العلاج، والآن أشعر بتحسن.

وحاليا أشعر إذا تعرضت لإحراج أو عدم المقدرة عن الرد أو في حال شجار بسيط في الأماكن العامة يداي وقدماي ترتجفان ولا أستطيع التحكم فيها لبضع دقائق، وأيضا قبل يوم استقبلت جارتي ببيتي لم أستطع التحكم بيدي وهي تنتفض، ولا بطريقة كلامي، فقد كنت أتلعثم في الكلام وأتعرق,

علما بأنها ليست المرة الأول التي أقابلها فيها.

أريد أن أعرف السبب وعلاجه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عهود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال، ومعذرة على التأخر بالجواب بسبب الأسفار.

ليس غريبا أن يترافق الاكتئاب النفسي ببعض أعراض القلق والرهاب الاجتماعي، والحمد لله أن الاكتئاب قد تحسّن، ويبدو أنك خرجت منه بعد العلاج، وهذا شيء طيب، ولكن في بعض الحالات يخف أو يذهب الاكتئاب وتبقى هناك بعض أعراض القلق والارتباك الاجتماعي، الذي إما أنه كان موجودا مع الاكتئاب، إلا أن الاكتئاب أخفاه أو طغى عليه، أو أن بعض هذا القلق والارتباك قد بدأ بعد الخروج من الاكتئاب.

المهم أن تدركي أن ما يحدث معك الغالب أنه بعض القلق والارتباك الاجتماعي، وخاصة أنه يبدو من سؤالك أن هذا الارتجاف أو الانتفاض كما أسميته يحدث عند التواصل مع الآخرين كالجارة وغيرها، مما يشير إلى أنه بسبب الارتباك الاجتماعي.

وهناك احتمال أن معاناتك للاكتئاب، وبالتالي الابتعاد قليلا عن الناس أثناء الاكتئاب قد جعلك أكثر حساسية عند لقاء الناس، وبالتالي تظهر أعراض هذا الارتباك.

لا أعتقد بأنك في حاجة للعلاج الدوائي في هذه المرحلة، وإنما مجرد تفهم الأمر، ومن ثم العمل على الاختلاط بالناس وعدم تجنب اللقاء بهم، فهذا التجنب صحيح أنه يخفف عندك بعض أعراض القلق، إلا أنه مع مرور الزمن يزيده عندك، ويجعلك أكثر حساسية وقلقا من لقاء الناس، فبدل التجنّب أقبلي على الناس بالاختلاط والمعايشة معهم مما يجعلك تعتادين على لقائهم وعدم الارتباك معهم.

ولعلك تستفيدين من الاطلاع على موضوع القلق وعلاقته بالاكتئاب في كتابي "المرشد في الأمراض النفسية واضطرابات السلوك" وهو متوفر عندكم في مكتبات جرير.

وفقك الله، وكتب لك الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً