الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغربة والابتعاد عن الأهل سببا لي الأمراض النفسية!

السؤال

السلام عليكم.

شاب في آخر العشرينات، أعاني من اكتئاب، وتقلب في المزاج، وتوتر شديد، وخوف من المستقبل مما ترتب عليه التوتر، ذهبت إلى أول طبيب منذ 6 سنوات تقريبا، فحدث معي تحسن بسيط ثم عاد مرة أخرى، ثم ذهبت إلى عدة أطباء، وكل طبيب يكتب لي العلاج بطريقته، فأنا أشعر أن العلاج لا فائدة منه.

الآن أنا مغترب، وبعيد عن أهلي وابنتي، ولكن المشكلة الحالية بعد مرور سنة وعدة أشهر من الغربة أصبحت أعاني من توتر شديد وإرهاق، وقولون، واكتئاب وتقلب غريب في المزاج.

حاليا أتناول فيلوزاك، وقبله بدرامين، ولجأت لسيركويل لفترة تقترب من السنة، ولكن الآن وصلت لمرحلة صعبة، أتمنى المساعدة، فأنا موجود في السعودية، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الغربة في حدِّ ذاتها مصدر للتوتر والضغط النفسي، عندما يغترب الشخص من أهله ويعيش في بيئة أخرى تفتقد للمساندة الاجتماعية وللذين كان يرجع إليهم الشخص عند المشاكل وعند الصِّعاب، يُحدث هذا نوع من الضغوط النفسية والتوترات، وكثير من الناس يُعانون من قلق واكتئاب في الغربة، ولكن بعد فترة يتأقلمون وتسير الحياة طبيعيًا.

هذا للأشخاص العاديين، فما بالك بمن كانت عنده اضطرابات نفسية قبل أن يغترب أو ينتقل إلى بيئة أخرى غير بيئته التي كان بها؟ هذه تزيد من المعاناة، ويزيد الاكتئاب بدرجة ملحوظة.

إذًا أنت تحتاج إلى علاج الآن وأنت في الغربة، تحتاج إلى علاج دوائي فعّال، وقد تحتاج إلى علاج نفسي، علاج نفسي دعمي، تحتاج إلى معالج نفسي يقوم بمساعدتك نفسيًا في التأقلم مع الغربة، يقوم بمساعدتك حتى في موضوع القلق والتوتر الشديد الذي كنت تعاني منه منذ فترة.

أما بخصوص الأدوية: الـ (بروزاك) مفيد في الاكتئاب والوسواس، ولكنّه غير فعّال في القلق والتوتر الـ (بدرامين) علاج فعّال ولكنّك لم تتحسَّن عليه، أنصحك - يا أخي الكريم - بأخذ وتناول الـ (لسترال)، اللسترال مفيد للاكتئاب وللقلق والتوتر، ويأتي بأسماء مختلفة مثل الـ (زولفت) ويُسمّى علميًا (سيرترالين)، يأتي في شكل خمسين مليجرامًا، ابدأ بنصف حبة ليلاً - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - لمدة أسبوع، ثم حبة بعد ذلك، وسوف يبدأ مفعوله بعد أسبوعين، وتحتاج إلى ستة أسابيع حتى تتحسَّن وتزول معظم الأعراض التي تحسَّ بها، وبعد ذلك يجب عليك الاستمرار في تناوله لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يجب التوقف منه بالتدريج، بخفض ربع حبة كل أسبوع، وإذا كانت هناك بعض الأعراض موجودة فيمكن الاستمرار في تناول الدواء لفترة تسعة أشهر أو حتى عام، ولكن يجب أن يتم ذلك مع العلاج النفسي، لأن الجمع بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي أفضل من العلاج الدوائي لوحده.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً