الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية الصبر على الزوجة لتقويم سلوكها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
تتلخص مشكلتي في كون زوجتي بخيلة في بيتها، كثيرة الشجار معي، وسريعة الانفعال على أتفه الأسباب، إذا غضبت تهمل البيت لأيام: لا تعد طعاماً ولا شراباً، تفضل علي كثيراً من الأشخاص، وتذكرهم بأسمائهم، إذا وقع بيننا خصام تحرم ولدي من القرب إلي، مع الوعيد إن فعل.

حالتي المادية متوسطة، حيث أوفر لها طلباتها دون استثناء، أحاول أن أرضيها، لكنها تدعي أنني لا أهتم بها أو أعيرها اهتماماً، وهو قول غير صادق؛ فإنه ليس لي علاقة أخرى تزاحمها، وأساعدها كثيراً في البيت، بل لست كاذباً إذا قلت أنني أعد وجبة الفطور لابني وهو يذهب إلى المدرسة، فعدد وجبات الفطور التي أعدتها طيلة زواجنا ـ وهو يربو عن 8 سنوات ـ تكاد لا تتجاوز أصابع اليدين.

يحدث أن تمنعني بعض أشيائي؛ فأضطر لممارسة العنف ضدها، يكون أليماً أحياناً لاسترداد المطلوب ودون جدوى، لم أعد أتحمل منها شيئاً، أصبحت سريع الغضب، لم أرد مفارقتها من أجل ولدي.

هي تحمل شهادة الإجازة في الدراسات الإسلامية، آخر ما استجد بيننا أنها أغلقت دونها الباب في البيت، السؤال: أين مصلحة أبنائي؟ في طلاقها حتى يتخلصوا من كثرة الصراخ و...، أم ماذا؟ أم الصبر؟ فقد طال عمر الزواج، تدخل بيننا كثير من الفضلاء دون جدوى
، ما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، وأن يجمع شملكم على المودة والرحمة، اللهم آمين.

قرأت استشارتك أخي، والتي تتعلق بمعاملة زوجتك، وعدم طاعتها لك، وانفعالها وعصبيتها ... إلخ ما تشكو منها.

أخي، أُذكرك أولاً بصفات النساء عامة أنهن سريعات الانفعال والغضب، ولا يحكّمن عقولهن إنما يحكمن عواطفهن، وهذه واحدة من المشاكل الزوجية، ولهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في تقييمهن: (فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن أردت أن تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوجاً)، ولهذا فإن التعامل معهن يتطلب سياسة خاصة.

أولاً: اجلس معها في جلسة مصارحة ووضوح، وبيّن لها كل دخلك إن كان راتباً شهرياً أو غيره، ثم بين لها في ورقةٍ مكتوبة مصروفاتك من إيجار البيت إلى جميع الالتزامات الأخرى؛ حتى تقتنع بجملة دخلك، ومشاركتها هنا ضرورية لتتحمل مسئوليتها.

ثانياً: بعد هذا اسألها ماذا تريد؟ وليكن ذلك في حدود هذا الراتب.

ثالثاً: ادخل معها بعد ذلك في هذه المشاكل، وخاطبها بعاطفة أنه جاء الولد بينكما، وأنك لا تريد غيرها، وأنك ترغب في حياةٍ زوجية سعيدة حتى تواجها مشاكل الحياة.

رابعاً: معاملة الزوجات يتطلب صبراً ما لم يكن هناك انحراف في السلوك، فهذا لا يمكن الصبر عليه، أما ما عدا ذلك فيتطلب الصبر، واستمع إلى قصة سيدنا عمر رضي الله عنه عندما جاءه رجل بالليل يشكو إليه معاملة زوجته، وعمر كان أمير المؤمنين، فطرق الرجل الباب ولكنه سمع صياح زوجة عمر وصوتها فوق صوته وهو صامت، فقال الرجل: إذا كانت هذه زوجة أمير المؤمنين فما بال نسائنا! فرجع، فشعر به عمر، فخرج وسار نحوه، وناداه، وسأله عن حاجته، فأخبره الرجل، فقال له عمر مبيناً فضل الزوجة: (إنها حمّالة لولدي، عجانةٌ لطعامي، غسّالةٌ لملابسي، إن كرهت منها خلقاً رضيت آخر).

فيا أخي لا تيأس من الإصلاح، فحاول معها بالحديث ثم بالسلوك الحسن، وإن تصرفت تصرفاً سيئاً فاتركها، فسترجع إلى صوابها، لا سيما وهي في بداية الحياة الزوجية.

فعليك بالصبر، واستعن بالله تعالى، وادعوه كثيراً عند السحر، وسيستجيب لك إن شاء الله.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً