الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من سرعة خفقان القلب، وخوف شديد عند الذهاب للنوم، فما أسباب ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر القائمين على هذا الموقع الرائع.

أنا شاب أعزب، عمري 28 سنة، لا أعاني من أي أمراض -والحمد لله-، إلا أن جسدي نحيف، منذ حوالي سنتين ونصف أعيش حياة نفسية صعبة جدا، خصوصا هذه الأشهر الأخيرة، وأصبح الخوف والرهاب والانهيار النفسي سيد الموقف.

منذ حوالي شهر ونصف أصبت بخفقان القلب، وأحس بالحرارة، مع أن درجة حرارتي عادية، وفي إحدى الليالي وأنا في فراشي، وبمجرد أن أدخل في حالة نوم، تأتيني نوبة ذعر، ويبدأ قلبي بالخفقان، فاستمرت معي الحالة طوال الليل، بشكل متكرر لمدة ثلاثة أيام ثم اختفت.

زرت الطبيب، وقالي لي: مجرد قلق نفسي، وأجرى لي تخطيطاً للقلب، كانت النتيجة سليمة، وأعطاني مكملاً غذائياً هو المغنيسيوم، لكن منذ يومين لم أستطع النوم في اليوم الأول بسبب تناولي للكافيين في ساعة متأخرة من الليل، لكن بعدها حاولت النوم، وبمجرد أن أبدأ في النوم يحدث لي ارتجاف يتفاوت بين شديد وخفيف في الساقين، وبدرجة أقل في ذراعي، وخفقان بسيط للقلب، كمن يحلم أنه يسقط من مكان مرتفع، وينتفض جسده.

تكرر الأمر طول الليل، ولم أنم دقيقة واحدة، وأصبت بالذعر والخوف من الذهاب للنوم، وفي اليوم التالي حدث الأمر ذاته ولكن أقل حدة، فكانت الارتجافات قليلة وخفيفة، واستطعت النوم على فترات متقطعة، واليوم أصبحت تأتيني الارتجافات في النهار بصورة خفيفة، وهذا لم يحصل معي من قبل، ولدي بعض الملاحظات:

- أعاني من ثقل الرأس، وعدم الراحة خلف الرقبة، وألجأ دوما لطرطقتها لأشعر بتحسن.

- منذ سنوات لدي رجفة من حين لآخر في إصبع السبابة والإبهام، وأحيانا خلف الرقبة، وأحس بضعف الساقين، وهي أول من يرتجف عند التعرض لموقف صعب، كالتقدم لمقابلة عمل، أو إذا كانتا في وضعية غير مريحة، أو عند مشاهدة موقف إنساني، أو ديني مؤثر على التلفاز، لكن لم أعر ذلك أي اهتمام، والآن أصبحت أخشى أن لدي مرضا عصبيا مزمنا، أو أنني أفقد السيطرة على جهازي العصبي، وهذا هو اليوم الثالث من الأعراض، تأزمت نفسيتي أكثر، وأرجو منكم الدعاء لي بالشفاء.

أرجو الإفادة مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم، طبعاً النحافة ليس لها أي دور في ما تشعر به من أعراض، ما تشعر به من أعراض هي أعراض توتر وقلق نفسي، أعراض جسدية، أو أعراض بدنية للتوتر والقلق النفسي، وطبعاً دائماً عند القلق الإنسان يتعرق عرقاً شديداً، ويحس بالبرودة، ودائماً إذا صافحت شخصاً قلقاً تجد أطرافه باردة نتيجة التعرق الشديد، وخفقان القلب، آلام الرقبة كلها أعراض جسدية للقلق النفسي، وهي تنتج من إفراز مادة الأدرينالين في الجسم، التي تهيء الشخص لمواجهة الخطر، فكأن الشخص القلق في حالة توجس دائم، وفي حالة استعداد لمواجهة خطر وهمي غير موجود، هذه هي الأعراض الرئيسية للقلق والتوتر.

كما أنك تعاني من رهاب اجتماعي، والرهاب الاجتماعي نوع من أنواع القلق، وهو اضطراب الشخص، وظهور أعراض القلق والتوتر في مواقف اجتماعية معينة، مثل المقابلات الشخصية، إلقاء خطبة أو كلام أمام جمع من الناس، الأكل أمام جمع من الناس وهكذا، المواقف الاجتماعية التي تكون أمام جمع من الناس تحدث توتراً وقلقاً زائدين، وزيادة في أعراض القلق، ويتمنى الشخص الانسحاب من هذه المواقف، وتؤدي إلى تفادي هذه المواقف مستقبلاً، أو الهروب منها.

العلاج -يا أخي الكريم- إما أن يكون علاجاً دوائياً، أو علاجاً نفسياً سلوكياً معرفياً، والجمع بين الاثنين أفضل، فما عليك إلا أن تقابل طبيب نفسي ليقوم بوصف علاج دوائي، ومن ثم متابعته حتى تتحسن حالتك، ويقوم بوقفه في الوقت المناسب، وأيضاً تحويلك إلى معالج نفسي، لوضع خطة علاجية سلوكية تتمثل في الاسترخاء، وكيفية مواجهة هذه المواقف بطريقة علمية، ومدروسة ومتدرجة.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً