الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس العقيدة كيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على كل ما تقدمونه في سبيل الله.

ولدينا استفسار في غاية الأهمية، ونرجو من سيادتكم سرعة ودقة وشمولية الإجابة.

شاب يعاني من وساوس قهرية لا تجوز إطلاقا، تتعلق بالله -سبحانه تعالى- وهو يعلم أن الله مطلع عليه وكل ما يدور في رأسه، وبكل هذه الأفكار، ولكنه يحاول جاهدا طردها وإبعادها عن مستوى تفكيره، ولكنها أحيانا تزداد ولا تنقص، ثم بعد ذلك تختفي في حالة تفكير الشاب في موضوع آخر إلا أنها تعاود مرة أخرى تسيطر عليه، مما تسبب له الضيق الشديد والخوف الشديد من غضب الله، على الرغم أن هذا الشاب لا ولم ولن ينطق بها (ولله الحمد رب العالمين)، إلا أنها تؤلمه ألما شديدا، وتؤرقه ليلا نهارا؛ فقط لأنها تتعلق بالله تعالى وبذاته الجليلة! وتزداد هذه الوساوس تكرارا وسوءا، عندما يتقرب الأنسان أكثر إلى ربه سبحانه وتعالى، أو عندما يشعر بالفرح أو السرور، أو عندما يشعر بإنجاز ما في حياته، أو عند قيامه بعمل خير للآخرين، لذا نستحلفكم بالله أن تجعلوا هذه المشكلة موضع الأهمية وسرعة الرد، والتفصيل في الجواب.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: نشكرك كل الشكر على طرح هذه المشكلة المنتشرة وسط شبابنا والتي يعاني منها الكثير من الشباب ولا يلجؤون إلى العلاج والمساعدة، وهي اضطراب الوسواس القهري، نحن نعتبر اضطراب الوسواس القهري مرضا نفسيا ويأتي دائماً يبدأ في سن مبكرة سن الشباب ما دون 18، والوسواس -يا أخي الكريم- هو فكرة تتسلل إلى الإنسان رغما عن إرادته وتتكرر، وبالرغم من سخافتها يحاول مقاومتها وطردها بشتى الطرق ولكن يعجز في ذلك؛ مما يؤدي إلى حدوث القلق والتوتر.

وتتعدد محتويات الوساوس والأفكار ولكنها عادة إما أن تكون في الجنس أو العنف أو الدين، وكلها أشياء تؤدي إلى ضيق وتوتر عند الإنسان، وبالذات الوساوس الدينية -يا أخي الكريم- وبالذات إذا كانت طبعاً في الذات الإلهية، غالباً لا ينطق، بل في كثير من الأحيان هؤلاء الناس لا ينطقونها أبداً هي تتكرر في داخلهم ولكنهم يعانون مر المعاناة حتى بمجرد تكررها في داخله، ومع القلق والتوتر المصاحب لكل وسواس فإن الوساوس الدينية وبالذات في الذات الإلهية الشاب المسلم الملتزم تؤدي إلى مزيد من القلق والتوتر والخوف من الله سبحانه وتعالى، ولكن هون عليك يا أخي المبتلى، هذا مرض معروف في الطب النفسي لا يأتي بإرادة الشخص، وله علاج، وإن شاء الله يتعالج، والله -سبحانه وتعالى- لا يحاسب الشخص في أشياء ليس له فيها إرادة وتأتي غصباً عنه كما ذكرت.

وعلاجه إما أن يكون علاج دوائي بأدوية الأس أس أر أي وهي أدوية لا تؤدي إلى الإدمان وآثارها الجانبية قليلة ويتناولها الشخص لفترة معينة ثم بعد ذلك يتوقف منها ويكون ذلك تحت إشراف الطبيب النفسي، وإما بالعلاج السلوكي المعرفي، أي سيعطى الشخص تدريبات معينة ومهارات معينة لصرف التفكير في أشياء أخرى حتى يتوقف التفكير في هذه الأفكار الوسواسيه أو بمهارات لوقف التفكير كل هذا يتم تحت إشراف طبيب نفسي ومعالج نفسي.

علاج وساوس العقيدة سلوكيا 263422 - 283543 - 260447 - 265121
وفقنا الله وإياكم لما فيه خير للجميع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الفتاة

    جزاكم الله خيرا على هذه المعلومة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً