الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس النظافة جعلني مصدر سخرية لزميلاتي ومن حولي، ساعدوني

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 33 سنة، عزباء، أعاني من وسواس النظافة القهري منذ أن كنت في المتوسط، جعلني محط سخرية زميلاتي، ذهبت إلى طبيبة فوصفت لي الأنافرانيل 25 جم ثلاث مرات يوميا، ثم خفضت الجرعة إلى مرتين في اليوم، وداومت على العلاج لمدة سنة ولم أستفد.

قمت بعلاج سلوكي بمساعدة طبيبة أخرى، حيث كانت تتحدث معي وتناقش أفكاري، فتحسنت حالتي 50% تقريبا، ثم سافرت الطبيبة فازدادت حالتي سوءا، فما زالت الأفكار تسيطر علي وترهقني.

عدت إلى الطبيبة الأولى، فأوقفت الأنافرانيل وأعطتني ساليبكس مرتين في اليوم لمدة 10 أيام، لكن بلا فائدة، فتناولته ثلاث مرات في اليوم وأيضا لم أستفد.

ماذا أفعل مقاومتي ضعيفة جدا، أستهلك منظفات ومعقمات ومناديل معقمة بشكل مبالغ فيه، أشعر أنني لن أشفى، أصبح الموضوع ملفتا للنظر في العمل وأصبحت سخرية زميلاتي، لدرجة لا أستطيع استخدام المقاعد التي يستعملها الآخرون، ولا أستخدام الأقلام والأوراق التي يستعملونها، أحيانا أغسل الأقلام والنقود.

تعبت، فهل هناك أمل في الشفاء؟ ما هو أفضل علاج لحالتي؟ وكم جرعته؟

ساعدوني أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Om Lolo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا يجب أن يكون مرضك مصدر سخرية، اضطراب الوسواس القهري من الأمراض النفسية المنتشرة، ويُعاني الشخص معاناة شديدة، مرضى الوسواس القهري يُعانون في صمت معاناة شديدة، ويحاولون مقاومة الوسواس لفترات طويلة ويفشلون ثم يلجؤون إلى العلاج.

الحمدُ لله الآن علاج الوسواس القهري متوفّر، وهو إمَّا أن يكون علاجًا دوائيًا أو علاجًا سلوكيًا معرفيًا، والأفضل الجمع بين الاثنين، ومن الأفضل الأدوية الآن التي تعالج الوسواس القهري هو ما يُعرف تجاريًا باسم (فافرين)، فافرين خمسين مليجرامًا، ابدئي بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – ليلاً بعد الأكل، ثم بعد ذلك حبة كاملة (خمسين مليجرامًا) وانتظري حتى ستة أسابيع لتري النتائج، فإن تمَّ التخلص من كل الوسواس ورجعتِ طبيعية فالحمد لله تعالى، وإلَّا إن كان التحسُّن جزئيًا فارفعي جرعة الفافرين إلى خمسة وسبعين مليجرامًا – أي حبة ونصف – ثم انتظري أسبوعين آخرين، وإن لم يكن هناك تحسُّن فارفعي الجرعة إلى مائة مليجرام – أي حبتين – وهكذا حتى تصل الجرعة إلى مائتي مليجرام، وذلك إذا لم يحصل تحسُّنًا.

إذا حصل تحسُّنًا عند جرعة معينة فقفي عندها، واستمري في تناولها لفترة لا تقل عن تسعة أشهر، ثم بعد ذلك ابدئي في التوقف عن تناول الدواء بالتدريج بخفض ربع الجرعة كل أسبوع.

في حالة الوسواس القهري – خاصة وسواس النظافة – العلاج السلوكي مهم جدًّا – يا أختي الكريمة – ويجب أن يكون تحت إشراف معالج نفسي ذو كفاءة ودراية تامَّة لهذا النوع من العلاج، وأهم عنصر في العلاج السلوكي المعرفي في وسواس النظافة هو منع الاستجابة، يمنعك المعالج الاستجابة للوسواس وألا تقومي بالنظافة، ماذا يحصل عندئذٍ؟ سوف يكون هناك قلقا وتوترا، سوف يقوم المعالج بعمل استرخاء نفسي للتخلص من التوتر والقلق، ولكن استجابتك للوسواس سوف يُدعم الوسواس، لأن القيام بالنظافة تزيل القلق والتوتر، وهذا يُدعم الاستمرار في النظافة مرات عديدة ويُصبح وسواسًا.

أهم عنصر في العلاج السلوكي هو منع الاستجابة والتوقف عن غسل الأشياء مهما زاد التوتر وزاد القلق، وعندها يجب التعامل مع هذا القلق والتوتر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً