الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس النظر لعورات النساء أتعبني كثيرا، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 22 سنة، أعاني من وسواس النظر لعورات النساء منذ فترة، وقد ذهبت للطبيب، ووصف لي دواء " لسترال " ولكن لم أشعر بتحسن، وسمعت عن تمرين هو أن أتخيل هذا الوسواس وأضرب على يدي بقوة، أو برباط مطاطي، فهل هذا يغنيني عن الدواء، وقد يحل عني هذا الوسواس المرهق؟ مع العلم أنني خجول، وأؤدي الصلاة والجميع يشهد لي بالاحترام، لكن بعد هذا نظرات الفتيات والنساء لي يعتقدون بأني إنسان سيء أو مثل ذلك، أرجو المساعدة، والله يجزيكم كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله أن يصلح شأنك، والجواب على ما ذكرت.

- مسألة النظر إلى عورات النساء أنت تعلم بأن هذا مما حرمه الله تعالى، وأنه يجب الإقلاع عنه والتوبة منه، فلهذا كلما نظرت إلى ما حرّم الله عليك بالتوبة، وإذا عدت مرة أخرى إليه فعليك بالتوبة وهكذا.

ومما يمكن أن يعينك على ترك النظر إلى ما حرم الله عليك الالتزام بالآتي:

- الإقرار بالإثم والخطأ، وتصور حقيقة هذا المنكر، وأنك تريد الخلاص، وضرورة مواجهة النفس الأمارة بالسوء، فهذا جزء من المعالجة.
- ومن العلاج التخطيط السليم للخلاص من هذا الأمر، والعمل على تجاوزها والالتزام الأكيد بطرق الخلاص.
-عليك الإكثار من الاستغفار والذكر، وقراءة القرآن، والمحافظة على الصلاة، والإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

- عليك كذلك الدعاء والتضرع إلى الله بطلب العفة، والبعد عن النظر الحرام في كل وقت وخاصة في ساعات الاستجابة.

- السعي الجاد إلى التغيير بقرار شجاع مع الاستعانة بالله تعالى، وذلك بتغيير العادات التي تدفع إلى مشاهدة الحرام، واشغل النفس بكل نافع ومفيد.

- ومن أقوى العلاج لترك النظر إلى الحرام استشعار عظمة الله ومراقبته في كل حال، وأنه مطلع عليك، وسيحاسبك على نظرة الحرام، فقد أوصى لقمان الحكيم ابنه كما حكى الله عنه قال تعالى: "يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ" [ سورة لقمان آية ١٦.

وفي الأخير ترك النظر إلى الحرام قرار بيدك، وأنت قادر الآن على البدء في الخلاص من ذلك، فكن صاحب إرادة قوية وحدد الهدف بدقة وكن شجاعا وصبورا، وأبشر بخير -بإذن الله تعالى-.

لا أدري ما علاقة الوسواس في مسألة النظر، ولعل الأطباء المختصون لهم دراية بهذا الأمر، ولكن من خلال معرفتي أن من أصيب بمرض سحر أو حسد أو مس قد يبتلى بالرغبة بالنظر إلى ما حرم من عورات النساء، وفي هذه الحالة يمكن أن ترقي نفسك بالرقية الشرعية، وأكثر من قراءة القرآن الكريم، وحافظ على الصلاة في وقتها.

أخيرا: مسألة ما ذكرت من أنك سمعت عن تمرين هو أن تتخيل هذا الوسواس ثم تضرب على يديك بقوة أو برباط مطاطي حتى يمنعك من النظر إلى عورات النساء، فالجواب عن هذا ينبغي أن تعلم أنه ليس ما يقال من تجارب وتمارين تكون نافعة ومجدية، ولهذا عليك عرض فكرة هذا التمرين على طبيب متخصص، ومن وجهة نظري أن هذا التمرين إنما هو نوع من التذكير والتنبيه لك بأن تترك الحرام وتقلع عنه، فإذا كان كذلك فلا بأس من استعمال التمرين، ولكن مسألة الاستغناء بالتمرين عن الدواء هذا أمر يقرره الطبيب المختص، وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً