الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزيروكسات لا يفيد بعلاج نوبات الهلع.. فهل أعود إلى اللوسترال؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أسأل الله أن يجعل ما تقدمون في ميزان حسناتكم.

لا أعلم كيف أبدأ، ولكن -الحمد لله- على قضاء الله وقدره، منذ ستة أعوام وأنا أعاني من الألم والمرض ونوبات الهلع.

بدأت مشكلتي عندما أحسست بالآلام في قلبي، وبعد أن تكلفت بدفع 10 آلاف دولارا، وأخيرا تم تشخيصي بنوبات الهلع، ذهبت إلى المراجعة مع طبيب نفسي، وصرف لي الوسترال لمدة سنة، بدأت الآلام والمخاوف في التراجع، وأصبحت بحالة جيدة، ومن خلال موقعكم اتبعت طريقة التدرج في ترك الأدوية، وعشت ستة أشهر بشكل طبيعي، ثم عادوتني الأعراض بشكل آخر.

أصبحت أخاف من زيارة المستشفى، فلجأت للطبيب النفسي مرة أخرى، وشخص الحالة بأنها توهم مرضي، وصرف البروكسات 20، وبدأت استخدمه لأكثر من سنتين، ولكن مفعوله ليس مثل اللوسترال، فأنا أنام أكثر من 15 ساعة يومياً، وأعاني من تبلد المشاعر، وأثر ذلك على عملي وخطوبتي.

عدت إلى الطبيب النفسي من جديد، وأخبرني بأنني أعاني من القلق العام، وهو غير مخيف، وأخبرني بأن استخدام الدواء لفترة طويلة يسبب تبلد المشاعر، وترك العلاج أمر خياري وغير إجباري.

فِي قرارة نفسي متيقنة من عدم استفادتي من البروكسيات، وما زالت الأعراض موجودة مع العلاج، فماذا لو تركته؟ زواجي بعد أربعة أشهر، وأرغب بترك العلاج والعودة لحياتي الطبيعية، ولا أعلم ماذا أفعل؟

علما أنني أجريت جميع التحاليل والكشوفات الطبية، لا يوجد لدي أمراض عضوية.

أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منصور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يعافيك، ويعوضك خيرًا ممَّا فقدتَّ من مالٍ، واعلم أن هذه ليست مشكلتك أنت وحدك، هي مشكلة لكثير من المرضى، يمرُّون على أطباء كُثُر حتى يتم تشخيصهم في آخر المطاف إلى مرض نفسي، وهذا منشأه أولاً ضعف تدريس الطب النفسي في كليات الطب، والشيء الآخر عدم إلمام معظم الأطباء بمبادئ الطب النفسي، لذلك لا يحوّلون الشخص إلَّا بعد فترة طويلة، وهذه الحالات نكتشفها يوميًا، لست أنت وحدك في الذي مررت بهذه التجربة، نسأل الله الكريم في النهاية أن يعوضك خيرًا وأن يعافيك ويشفيك.

الآن عرفتَ مرضك، هو مرض نفسي، هو اضطراب الهلع، وتحسَّنت على اللسترال حتى توقفت منه ثم رجعت إليك الأعراض، فلِمَ الفحوصات مرة أخرى؟ لِمَ الذهاب إلى أطباء آخرين؟

نعم ذهبتَ إلى طبيب نفسي وأعطاك الزيروكسات، وأنا دائمًا أفضِّل أن يُعطى الشخص الدواء الذي استفاد عليه، وليس دواءً آخر، فيجب أن تُعطى اللسترال نفسه بعد أن انتكستَ، ولا يُغيَّر اللسترال بالزيروكسات، لأن الانتكاسة ليس بسبب اللسترال ولكن بسبب رجوع أعراض المرض أو المرض نفسه، فاضطراب الهلع معروف أنه قد يكون مزمنًا أو قد يأخذ فترة طويلة.

إذًا وأنت على أعتاب الزواج عليك بالرجوع إلى اللسترال مرة أخرى، لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وأنصحك هذه المرة باللجوء أيضًا إلى العلاج السلوكي المعرفي، عليك بجمع العلاج الدوائي (اللسترال) مع العلاج السلوكي المعرفي، و-إن شاء الله- يؤدي إلى نتائج أفضل، ويؤدي إلى عدم رجوع الأعراض مرة أخرى بعد التوقف عن تناول الدواء.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً