الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توقفت عن السبرالكس فازدادات حالتي سوءًا!

السؤال

السلام عليكم..

أشكركم على هذا الموقع وما تقدمون من فائدة للجميع.

‎ قبل 4 سنوات أصابني هلع ومن ثم رهاب، ولازمت البيت، وعملت جميع التحاليل والفحوصات وكلها سليمة، ولما قابلت طبيب الأعصاب، أعطاني سبراليكس 10 أستخدمه لمدة 8 شهور، تحسنت حالتي، وزاولت عملي بشكل شبه طبيعي، فالتحسن وصل إلى 70٪‏ ، حاولت أن أقطع العلاج، وتأتيني حالة انتكاسية قليلا ثم أعود إلى العلاج، وأستمر وأحاول وأعود له.

عندما أعود لا أشعر بتحسن قوي مثل أول مرة، لكنه يخفف علي أشياء كثيرة.

‎قبل شهرين توقفت عن العلاج بشكل تدريجي، لكن حالتي ازدادت سوءا، وأشعر باكتئاب شديد، وشعور وكأني في حلم، وأشياء غير واقعية بشكل مستمر ومخيف ومقلق جداً، وتوتر، وخفقان مستمر، ورجفة بكامل الجسم، ودوار مستمر، واضطرابات بالقولون وخمول، فهل تنصحوني بأن أعود إلى السيبرالكس؟

وما هو هذا الإحساس بعدم الواقعية والأشياء غريبة وكأنني أحلم طوال يومي؟

كما أني عملت تحليلاً شامل اتضح أن نسبة فيتامين (د) 12، وفيتامين b12) 186) ، ونسبة الكولسترول 217، ونسبة الهيموجلوبين 17.5 .

وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اضطراب الهلع في كثير من الأحيان يأخذ زمنًا طويلاً حتى يختفي أو يتحسَّن الشخص منه، ولذلك الآن الشيء السائد وسط الأطباء أن يستمر العلاج لفترة سنة على الأقل، ثم بعد ذلك تكون هناك تجربة في توقف العلاج، وتحسُّن سبيعين بالمائة يعني أنه ما زالت هناك أعراض، طالما أن هناك أعراضا فيجب ألا يتم التوقف عن تناول الدواء، لأن مفعول الدواء عادةً مفعول تراكمي، أي كلما مرَّت الشهور والفترة المحددة لتناول الدواء كلما تحسَّن المرء، ودائمًا المشكلة الكبيرة في التوقف عن العلاج هو ظهور الأعراض مرة أخرى.

لذلك –أخي الكريم– طالما تحسَّنت على السبرالكس (10مليجرام) ولم يكن يأتِ نتائج مائة بالمائة، ولكن سبعين بالمائة، وحصلت انتكاسة الآن؛ فإنني أرى أن تعود للسبرالكس مرة أخرى، ولكن بجرعة أكبر الآن، ابدأ بعشرة مليجرام، ثم بعد أسبوعين ترفع إلى خمسة عشرة مليجراما، ثم بعد شهر ترفع إلى عشرين مليجرامًا، ولتستمر عليه لفترة كافية، حتى تختفي الأعراض نهائيًا، وتحسّ بأنك طبيعي، وتمارس حياتك بصورة طبيعية، ثم بعد ذلك يبدأ التوقف عنه بالتدريج.

والشيء الآخر الذي أود أن ألفت نظرك إليه: الاستعانة بعلاج نفسي، فالعلاج النفسي مع العلاج الدوائي يجعل الفائدة أشمل وأقوى، والمهم في الموضوع أن العلاج النفسي يمنع بدرجة كبيرة ظهور الأعراض مرة أخرى عند التوقف من العلاج الدوائي، وهذا ما حصل معك.

فإذًا ارجع إلى السبرالكس، وارفع الجرعة، وأضف مكوّن علاجًا نفسيًا سلوكيًا معرفيًا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً