الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بشعور غريب وانزعاج عند الكلام مع الناس!

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من مشكلة في عقلي، فكلما أشعر بالمحيط من حولي أسمع عقلي ينادي بأسماء أحد من إخواني، وكأن هذا الإحساس يخصهم، وليس لي، مما يتركني في حساسية ضد كل شيء أنظر إليه، وانزعاج شديد عند الكلام مع الناس، حيث لا أشعر بشخصيتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء الجهني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رسالتك مختصرة جدًّا، ولو كان هناك مزيد من التفاصيل قد يكون ذلك أفيد، لكن عمومًا ممَّا هو متاح من معلومات أستطيع أن أقول أن هذه الظاهرة التي أسميتها مشكلة في عقلك، حيث إنك تشعر بالمحيط من حولك، وتسمع عقلك يُنادي بأسماء أحد من إخوانك، كأنك لا تستطيع أن تتحكم في خصوصيتك التفكيرية، أي أن محيطك الخاص بك من حيث التحكُّم في الأفكار وسماع ما يدور في العالم الخارجي ليس بالكيفية التي تراها، وهذا جعلك في حيرة من أمرك، وكوّن لديك حساسية في التعامل مع محيطك.

هذا هو الذي فهتمه – أخي الكريم – من رسالتك، وبهذه الكيفية وبهذه الصورة التي سردتها أقول لك أنه يوجد احتمالين: الاحتمال الأول أنه في الأصل لديك نوع من القلق الذي تحول إلى نوع من القلق الوسواسي، فما تسمعه من مناجاة ومناداةٍ لأسماء تسمعها هو مجرد وسوسة، وهذه الحالات تحدث، وعلاجها يكون من خلال تجاهلها التام، وأن تحرص على أن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة من خلال النوم الليلي؛ لأن الإجهاد النفسي يؤدي إلى القلق ويؤدي إلى الوسوسة، وفي ذات الوقت تكون أكثر ثقة بمن حولك، وتُكثر من الاستغفار، هذه – أخي – وسائل علاجية ممتازة لهذه الحالة، إذا كانت هي بالفعل قلق وسواسي، وهذا هو الذي أرجّحه.

وفي ذات الوقت هذه الظاهرة قد تكون بداية لنوع من الهلاوس السمعية، والهلاوس السمعية لها عدة مسبِّبات، ولها عدة مكوّنات، ولها عدة أنواع، وإذا كانت هلاوس سمعية بالفعل هنا لا بد أن يكون العلاج علاجًا دوائيًا، وفي هذه الحالة يتطلب الأمر الذهاب إلى الطبيب النفسي.

فأنا أنصحك باتباع الطريقة العلاجية التي ذكرتها لك، إذا كان الأمر يتعلق بقلق الوساوس فسوف ينتهي، وإن استمرت الحالة كما هي ذهابك إلى الطبيب النفسي سوف يجعله يقوم بالمزيد من الاستقصاء، وتصنيف وتشريح الحالة بصورة أدق، وإن كان هنالك أي دليل على وجود بدايات لهلاوس سمعية، ففي هذه الحالة سوف يقوم الطبيب بإعطائك الدواء المطلوب، وغالبًا ما يكون نوعًا من العلاج عن طريق الحبوب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً