الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب النسيان وعدم التركيز

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي مشكلة وأتمنى أن أجد الحل لها.

بدأت مشكلتي بعد أن تزوجت وأتيت للاستقرار في بلد زوجي منذ 3 سنوات، حيث ضعفت ذاكرتي جداً، أنسى كل شيء بسرعة كبيرة! إذا تقابلت مع أحد وتكلمنا لفترة ثم رجعت وفكرت بما دار بيننا أحس أن كل شيء كان كالحلم، ولا أتذكر ما قيل لي! حتى إذا طلب مني زوجي أن أتصل بأحد لأستفسر عن شيء ما عندما يسألني عن الرد أكون قد نسيت!

وما يحرجني أكثر عندما ألتقي بصديقاتي أسألهن كيف الأولاد مثلا، يجاوبن، ويسألنني شيئاً وأجاوب ثم أعود لنفس السؤال؛ مما قد يجعل بعضهن تسيء الظن بي! مع أني كنت دائماً من المتفوقات في دراستي، أما الآن فقد نسيت كل المعلومات التي كنت أمتلكها! هل هي الوحدة في كوني مغتربة بعيدة عن أهلي وأفكر دائماً بهم!؟ أو لأني لا أتكلم إلا بلغة زوجي الإنجليزية، ولا أجد من أكلمه العربية لأيام سوى نفسي!؟

بدأت الآن بحفظ القرآن الكريم، وبالانتظام على الصلاة والعبادات والاستغفار، وكذلك القراءة عن قصص الأنبياء وكل شيء يتعلق بديننا الحنيف. وبالرغم من ذلك ما زلت أنسى ما أقرأ لدرجة أني أضيع الوقت في قراءة شيء كنت قد قرأته في اليوم السابق، ولا أذكر ذلك إلا عند الانتهاء، لماذا لا أركز على ما يدور من حولي؟ ساعدوني أرجوكم.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Na fa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى عدم التركيز من الناحية النفسية هو القلق والاكتئاب النفسي، وقد تكون الأعراض الأخرى لهذه الأمراض غير ظاهرة، وفي هذه الحالة تُسمى الحالة بالاكتئاب أو القلق المقنع، وهنالك أسباب عضوية أخرى قد تؤدي إلى سوء التركيز، منها ضعف إفراز الغدة الدرقية .

أرى أن حالتك هي نفسية في المقام الأول، ولكن لا بأس أيضاً من التأكد من وظائف الغدة الدرقية، وذلك من أجل الاطمئنان.

أود أن أنصحك بأخذ قسط كاف من النوم، وكذلك ممارسة التمارين الرياضية، وشُرب الحليب الدافئ، وكوب من القهوة في الصباح، فكلها وُجد أنها من الأشياء التي تُساعد في تحسين التركيز، وأرى أنك أيضاً في حاجة لتناول بعض الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب، ومن أفضلها الدواء الذي يعرف باسم بروزاك، فأرجو أن تبدئي في تناوله بمعدل كبسولة واحدة يومياً، لمدة شهر، ثم ترفعي الجرعة إلى كبسولتين يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضيها إلى كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أشهر أخرى.
هذا الدواء من الأدوية السليمة والجيدة، ويُفضل أن يؤخذ بعد الطعام.

أرجو أيضاً أن تكوني حريصة على تنظيم وقتك، وأنا سعيدٌ جداً أن أعرف أنك حريصة على تلاوة القرآن الكريم، وأرجو أن تكون هذه التلاوة مصحوبة بالتمعن والتدبر، وهذا في حد ذاته سوف يحسن إن شاء الله من تركيزك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق مجهوله

    الله يكون بعونج ياختي العزيزه

  • العراق م

    اختي اقري سورة الكرسي كل يوم

  • ألمانيا معتصم محمد كرم الدين

    ربنا يجيب العواقب سليمه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً