الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من كثرة التفكير والنسيان والقلق، فهل تنصحونني بحبوب الترتبيزول؟

السؤال

السلام عليكم..

أبلغ من العمر ٣٦ سنة، متزوج ولدي أطفال، مستقر ماديا وصحيا، نشأت يتيم الأب، تحملت مسؤولية أسرة منذ الصغر، فأصبحوا رأس مالي، أعاني من كثرة التفكير بشكل مزعج، وبداية أي تفكير، خرافات وتهيؤات، أفكر في أمي وإخواني، وأحيانا أتخيل وفاة أحدهم وأبكي، وعندما أنتبه أتعوذ من الشيطان، ولكن بعد طول سرحان وتفكير عندما أحاول أن أوجه هذا التفكير السلبي أجد نفسي لا شعوريا أفكر في أي أمر تافه، وأحيانا أبدأ بالتخطيط لعمل خيري أو فزعة، وأتخيل الموقف، وأعيشه، وهكذا كل لحظة بفكرة جديدة، إلى أن أشعر بالصداع والتوتر وعدم النوم إلا بعد تعب، وأخاف من ركوب الطائرة، بالرغم من أني سافرت عندما كبرت أكثر من مرة، ولكن ليس سفر راحة أو متعة، وإنما قلق وتوتر وتفكير وتهيؤات.

منذ فترة قريبة بدأت أعاني من كثرة النسيان، لدرجة أني أتصل بالجوال وأضع السماعة على أذني وأنسى من أريد الاتصال به، وأحيانا عندما أجهد تفكيري لأتذكر شيئا نسيته أصاب بالصداع.

نصحني صديق لي بحبوب اسمها ترتبيزول، وأتمنى منكم نصحي.

نفعنا الله وإياكم، وجزاكم عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أنك -ما شاء الله- نجحت في الحياة رغم المعاناة منذ الصغر، ورغم وفاة الوالد، فقد كنت مسؤولاً عن العائلة، والآن -الحمد لله- تزوجتَ ولك أطفال، وطبعًا يكون هذا أحيانًا على حساب قدرة التحمُّل، فإذا كان الشخص يُعاني منذ فترة طويلة وأصبح مسؤولاً ويتحمل المسؤولية فأحيانًا تأتيه أعراض نفسية عند التعرض لأي ضغوطٍ حياتية مُعيَّنة، ويحدث نوعًا من التوتر، وهذا ما يحصل معك –أخي الكريم -.

أولاً: تحتاج إلى طُرق للاسترخاء، تحتاج إلى ترفيه عن النفس، تحتاج إلى ممارسة رياضة، خاصة رياضة المشي، فهي تؤدي إلى الاسترخاء، تحتاج إلى هوايات –خاصة هوايات حركية– لتقليل التفكير وعدم الجدّية الشديدة في الحياة، وهذا ظاهر من رسالتك.

الشيء الثاني: بخصوص الأدوية، هنالك أدوية كثيرة تُساعد –بالذات مجموعة الـ SSRIS– وأنا أفضل في مثل حالتك الـ (فلوكستين) عشرين مليجرامًا، لأن آثاره الجانبية قليلة، ويمكن تناوله أثناء النهار، لا يزيد الوزن، لا يُسبب نُعاسًا، تأخذه بعد الغداء يوميًا، وإن شاء الله تعالى يأتي مفعوله بعد شهرٍ ونصفٍ، وعليك الاستمرار فيه لفترة من الوقت لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن التوقف عنه بدون تدرُّج.

شيء آخر مهم: إذا استطعت أن تتعاون مع معالج نفسي لعمل جلسات نفسية أيضًا فهذا سيُساعدك في تقوية الذات، ويعلِّمك مهاراتٍ معيَّنة في كيفية الاسترخاء ومواجهة ضغوط الحياة والتفكير الإيجابي بدل التفكير السلبي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً