الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس قهري مستمر معي منذ الطفولة.

السؤال

السلام عليكم.

أشكر إدارة موقع إسلام ويب على كل ما تقدمونه للمسلمين والناس عامة.

أنا بعمر 20 عاماً، أعاني من وسواس قهري منذ كنت في الصف السادس، إذ كانت تظهر عليّ حركات غريبة، مثل لمس أعمدة النور في الشارع، ومراقبة عملية التنفس، ومراقبة رمش عيوني، وأتذكر سنة كاملة كنت أظن نفسي مصاباً بالإيدز بدون سبب، وبعدها تعلقت بفتاة سيئة الأخلاق 4 سنوات لم أكن أستطيع إخراجها من رأسي، وبعد تمكني من نسيان تلك الفتاة أصبت بوسواس قهري حاد في التفكير بالوجود، وأعاني منه.

ذهبت إلى طبيب فوصف لي دواء اسمه fluoxetin بجرعة 20ملغ لمدة شهر، ثم حولها ل40 ملغ، ومع استخدامي لجرعة 40 ملغ لاحظت تغيرات إيجابية، وشفائي من أمراض لم أكن أعلم أني مصاب بها، فخوفي الهستيري من الظلام والحيوانات اختفى، والرهاب الاجتماعي والاكتئاب الذي لديّ اختفى.

الوسواس القهري كان يتحسن بشكل جيد إلى أن تحدثت مع أحد أصحابي المقربين، واكتشفت أنه يعاني من وسواس قهري بالعقيدة، فبدأت أنصحه وأجاوبه عن أسئلته ما أدى إلى انتكاس حالتي.

ما رأيكم بحالتي؟ وما مرضي الأساسي؟ وهل سأشفى من الوسواس القهري مع هذه الانتكاسة؟ وهل الدواء مناسب لحالتي؟

وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد القهار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن حريصون جداً أن نتأكد أن الإخوة الذين يتحدثون عن تشخيصات معينة أن تكون هذه التشخيصات صحيحة، أنت ذكرت أنك تعاني من وسواس قهري، وبالفعل من الوصف الذي أتيت به ومن الأعراض التي أتتك وأنت في الصف السادس هذه الأعراض هي أعراض وسواسية.

نحن مطمئنون لموضوع التشخيص، وهذا أمر جيد، ووساوسك أراها من النوع الخفيف المتوسط، ليست من النوع الشديد أو المطبق، بفضل الله تعالى، أنت ذكرت أن هنالك أعراضاً كثيرة تحسنت لديك بعد أن تناولت الفلوكستين، والسبب في ذلك أن الوسواس لا يأتي وحده، الوسواس يكون مرتبطاً بالقلق، يكون مرتبطاً بشيء من المخاوف، قد يكون مرتبطاً بشيء من الاكتئاب البسيط، وهكذا.

من فضل الله تعالى أنت حين تناولت هذا الدواء الرائع تحسنت لديك هذه الأعراض المصاحبة، لأنها من وجهة نظري أصلاً كانت موجودة لكنها بدرجات أقل، وبما أن هيمنة الوسواس كانت هي الصلبة والواضحة، فكنت لا تستشعر الأعراض الأخرى، هذا هو التفسير لما حدث لك.

أبشرك بأن الفلوكستين بالفعل دواء رائع ورائع جداً، وجرعته هذه يمكن أن تكون حتى 80 مليجرام في اليوم، لكن أعتقد أن جرعة 40 مليجرام هي جرعة محترمة وجرعة جيدة، عليك أن تستمر عليها على الأقل لمدة 6 أشهر، بعد ذلك يمكن أن تخفضها لكبسولة واحدة لمدة 6 أشهر أخرى أو تتبع التعليم الذي سيقوله لك طبيبك عند مراجعته.

أخي الكريم، الدواء أيضاً يمهد لك أن تقوم بالتطبيقات السلوكية، أعتقد أنك في حالة ذهنية ممتازة، وحدة الوساوس هنالك تحسنات كثيرة، وهذا أمر جيد، فعليك بالدفع الإيجابي، وأقصد بالدفع الإيجابي أن تحقر الوسواس أن تتجاهله تماماً أن تستبدل فكره بفكر مخالف، وأن تتجنب مناقشة الوسواس أو تحليله، بهذه الكيفية -إن شاء الله تعالى- تتخلص تماماً من الوساوس.

بالنسبة لما حدث لك من هفوة أو انتكاسة بسيطة حين تحدثت مع هذا الصديق هذا أمر طبيعي، لأن الوساوس متعلقة بالمثيرات، هنالك مثيرات حياتية في بيئتنا قد تزيد من الوساوس أو الخوف أو القلق لدينا، فأنت حين تحدثت مع هذا الأخ حول هذا الموضوع وجهت له بعض النصائح هذا قطعاً يكون أدى إلى نوع من الهشاشة الوقتية في تصورك النفسي، مما جعل أعراضك تظهر مرة أخرى على السطح، أعتقد أنها هفوة بسيطة، وليست انتكاسة كاملة، وإن شاء الله حالة عابرة ولا تهتم بها على العكس تماماً أريدك أن تكون فرحاً ومسروراً بدرجة التحسن التي طرأت عليك، لأن الإنسان حين تتحسن حالته هذا يعني مؤشر ممتاز أن المزيد من التحسن سيأتي إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً