الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اضطراب عقلي وضغوطات نفسية حادة، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أعاني من اضطراب وجداني، وكنت لا أعلم ذلك، فوصلت لدرجة جنون العظمة، وأصبت بهلاوس سمعية، وكنت أشك بكل الناس، ولأسباب غير مقنعة، وذهبت للطبيب، فأعطاني أولانزبين، استمررت عليه لمدة 4 أشهر، وكنت حينها لا أنام، وبعد الدواء أصبحت أنام، ولكن خلال هذه الفترة كنت أبكي كثيرا، وتعرضت لنوبة هوس، ولخبطة في الأفكار فذهبت لطبيب آخر أعطاني دوجمتيل مع الدواء القديم ذاته، وقال لي توقف عنه بعد فترة قليلة، ولكن لم تتحسن حالتي، فذهبت له مرة أخرى، فاعطاني ديباكين كرونو، aripiprazole و psychodal، ولا زلت أعاني من الأعراض التالية:

1- قلة وصعوبة في النوم.

2- تدهور في التركيز والفهم.

3- لخبطة الأفكار والتأثر بأي شيء.

4- آخر صورة أراها تظل في خيالي لمدة ثوان، ثم تختفي، ثم ترجع في وقت آخر.

5- تخيلات للذنوب التي فعلتها في حياتي كلها، مجرد لقطات تظهر أمام عيني وفي ذهني.

6- أي شيء أفكر فيه غالبا يظهر أمامي، ويرتبط بصورة في ذهني.

7- تفكير مشتت وعدم الثبات على الفكرة.

8- صور ذكريات ومواقف تظهر بدون توقف، ودون استدعائها.

9- أي شيء أفعله يعلق في ذهني، ويظهر مرارا وتكرارا أمامي، مع تداخل في أي شيء آخر أفكر به.

10- الاستهزاء بالناس، وتحليلهم في ذهني دوما، وهذه ليست من سمات شخصيتي.

11- لا أستطيع متابعة أفلام أو برنامج؛ لعدم تركيزي، ولتكرار الكلام الذي يقال فيها.

12- عدم الشعور بالأشياء المحيطة، فأشعر أنني كالحيوان الذي يأكل ويشرب بلا عقل.

13- لا أستطيع نسيان ما حدث لي، ودائما أفكر فيه بطريقة مشتتة.

14- أي حدث أو خبر أسمعه أتخيل نفسي به، وكأنه يحدث الآن.

15- أشعر بالملل والكسل دائما.

هل تدل تلك الأعراض على الخرف وبداية الأمرض، أم أنها من آثار داء جنون العظمة؟

أرجو تشخيص حالتي، لأن أول طبيب قال لي: هذا اضطراب عقلي مع اكتئاب حاد، والآخر قال لي: هذا اضطراب وجداني، فهل الأتنين بمعنى واحد؟

لا أخرج الآن بسبب هذه التخاريف التي تحصل لي، فهي تشتد عند الخروج والرجوع، وهل العمل مفيد في مثل هذه الحالة، أم يجب علي الراحة وتجنب الضغوطات؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

معظم الأعراض التي تعاني منها الآن أعراض اكتئاب، مثل الملل، والشعور بالذنب، وقلة التركيز، هذه أعراض اكتئاب.

وذكرتَ أنك أُصبتَ من قبل بنوبة هوس مع أعراض ذهانية، فإذا ربطنا بين الاثنين معًا -بين أعراض الاكتئاب ونوبة الهوس-، يكون التشخيص غالبًا هو اضطراب وجداني ثنائي القطبية، وعندما نقول اضطراب وجداني ثنائي القطبية، طبعًا أحيانًا يأتي في شكل نوبة هوس، وأحيانًا يأتي في شكل نوبة اكتئاب حادَّة أو جسيمة، وطبعًا عندما يقول لك الطبيب أنك تعاني من نوبة اكتئاب حادّة فهو يعني ما يحصل لك الآن، لكن المرض في مجمله هو اضطراب وجداني ثنائي القطبية، لأنه -كما ذكرتُ- أحيانًا يأتي بنوبة هوس، وأحيانًا يأتي بنوبة اكتئاب، وأهم شيء هو طبعًا السيطرة على الأعراض، وتتم السيطرة على الأعراض باستعمال مثبتات المزاج.

علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية في الأساس هو استعمال مثبتات المزاج، في حالة نوبة الهوس، أو حتى في حالة نوبة الاكتئاب، وأحيانًا إذا تكررت النوبات أكثر من مرة يستمر في استعمال مثبتات المزاج كعامل وقائي للشخص، ومثبتات المزاج طبعًا كثيرة وأنواع متعددة، وهذا يتطلب المراجعة مع الطبيب النفسي باستمرار لكي يختار مثبت المزاج الملائم لك، ويضبط الجرعة، وأحيانًا قد يضطر إلى استعمال أكثر من مثبت للمزاج إذا لم تتم السيطرة على الأعراض.

أما بخصوص العمل -أخي الكريم-: إذا كانت الأعراض شديدة فيجب السيطرة على الأعراض في البداية، وبعد ذهاب الأعراض يكون العمل مفيدًا للإنسان، ولكن في حالة وجود الأعراض الشديدة قد تؤثِّر على الأداء، فيجب أولاً السيطرة على الأعراض بواسطة الأدوية، ثم بعد ذلك يُمارس الشخص حياته الطبيعية بما فيها العمل والعلاقات الاجتماعية الأخرى.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً