الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يصيبني وسواس قهري بأفكار عنيدة لا تنقطع، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم
نشكركم على تعاونكم.

يصيبني وسواس قهري بأفكار عنيدة، لا تنقطع، وفي كل وقت وعند النوم والأكل والاستيقاظ، هذه الأفكار حول عملي وحول أهلي وزوجتي، مثل انقطاع العمل وعدم وجود دخل، وأفكار حول موت الزوجة والابنة، وتخيلات مرضية، وتخيلات لمواقف استحالة الحصول، أو مستقبلية، وشغل تفكيري بها كثيراً وبطريقة مستمرة 24 ساعة، مما سبب عدم تركيز وقلة نوم، وتوتر واكتئاب شديد.

لقد أثر الاكتئاب في كل شيء، في طموحاتي وأحلامي ورغبتي في العمل، وأثر على قراراتي حينما أكون مكتئباً أو متوتر يكون لي قرار، وبعدها قرار آخر، فكرهت نفسي وتصرفاتها، ولا أعلم هي معي أم علي؟ فقدت الأمل في الشفاء والرغبة في الحياة.

معظم الوقت توتر من لا شيء، وقلق وأوهام، أصبحت أشعر بغربة بيني وبين نفسي، والوزن زائد جداً، واضرابات بالقولون غالباً.

علماً أني أخذت ليستورال فترة، وفيلوزاك فترة وبيدرامين، وكان معهم سيركويل، ولكن انقطعت عن الأخير، وفترة صغيرة من تغير الدواء، ويعود الوضع كما هو.

لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس القهري قد تصاحبه أعراض اكتئاب نفسي وبالذات إذا لم يتم علاجه أو السيطرة عليه، واستمرت الأعراض لفترة من الزمن هذا من ناحية.

إن علاج الوسواس القهري قد يأخذ زمناً، ويتطلب علاجاً دوائياً، وعلاجاً سلوكياً معرفياً أيضاً، ويجب المتابعة مع الطبيب وعدم أخذ الأدوية أو تركها بدون استشارة الطبيب، عليك بمتابعة الطبيب النفسي بانتظام -أخي الكريم- فهو يعرف متى يكتب الدواء ومتى يزيد الجرعة، ومتى يخفضها ومتى يتحول إلى دواء آخر.

يجب أن تتواصل معه إذا كان في الإمكانية إضافة مكون علاج سلوكي معرفي، فهو أيضاً مهم في علاج الوسواس القهري، وقد أثبتت كثير من الدراسات أن الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي أفضل من العلاج الدوائي لوحده، وهذا يؤدي إلى خفض الجرعة من العلاج الدوائي عند إضافة العلاج السلوكي المعرفي، وأيضاً بعد التوقف من العلاج الدوائي فإن الأعراض لا ترجع مرة أخرى.

الحالة تحتاج للمتابعة مع الطبيب، فهو الأدرى بتغيير العلاج أو توقيفه أو زيادته، وأيضاً تحتاج إلى إضافة مكون علاج سلوكي معرفي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً